بوضوح
بقلم : عيد الرزاق الداهش
منطقة الساحل الغربي ينبغي أن تكون أفضل أمنيا، وخدماتيا، بعد سيطرة الوفاق، من أوضاعها قبل السيطرة.
فإذا كان مهما أن تكون مدن الساحل الغربي في حضن الوفاق فالأهم هو أن تكون هذه المدن حاضنة للوفاق.
صحيح ما تحقق يحسب لحكومة الوفاق، ولكن ما ينبغي تحقيقه لابد أن يكون في حسابها.
لقد سقطت مدن الساحل الغربي كلعبة الدومينو، بشكل سريع، وبشكل دراماتيكي، ولعل أهم أسباب ذلك، هو أن هذه المدن لم تكن حاضنة لحفتر.
المكافآت المالية، وسيارات التويوتا، و البروباغندا، يمكن تشتري بعض النفوس، ويمكن أن تخدع بعض العقول، ولكنها لا يمكن أن تشتري كل القلوب، ومن سابع المستحيلات أن تخدع كل الأدمغة.
الأمن هو التحدي الأول لحكومة الوفاق، الأمن يعني (ألا خوف)، فالناس تريد أن تطمئن، في بيتها، في شارعها، تريد احتكار الدولة لسلطة الإذعان، عبر مؤسساتها الشرطية، والأمنية.
وجود سجناء جنائيين خارج السجون، يعني وجود عدم ارتياح من الناس، يعني إفلات من العقاب، يعني تعطيل لمؤسسة العدالة.
كما أن وجود سيارة مجهولة تجوب الشارع، يمكن تسلب عابر طريق هاتفه النقال، هو اعتداء على حكومة الوفاق، أكثر من كونه اعتداء على مواطن.
أكثر عداوة بالنسبة للوفاق ليسوا مسلحي حفتر، بل كل عملية سطو، أو نهب، بعد سيطرة الوفاق، أو ممارسة سلوك غير منضبط، من قبل المحسوبين عليها.
ويظل الجانب الخدماتي مهم، ويقاس حسن الأداء الحكومي بتحسين الشأن العام، صحيح الظرف صعب، ولكن الارتقاء بتطلعات الناس إلى ما أكبر من اسطوانة غاز، وبنزين، وسيولة، ليس عملا مستحيل.
أما أكبر التحديات فهو ترميم كل ما تهدم من وئام مجتمعي في المنطقة، وخاصة بعد الحرب على طرابلس، بسبب ما كان يبث من خطاب ضغينة، وتشفي، وشيطنة، وتخوين.
نحتاج إلى عمل كبير، واتصور أن ما هو قادم أفضل مما قد مضى.