تلعب مدارس الجاليات دورا مهما في دعم وتعزيز المسيرة التربوية لأبناء الجاليات المتواجدة خارج حدود الدولة .
وتتولى هذه المدارس تدريس المناهج المقررة في البلد الأم .بحيث لا يتأثر التلميذ من تواجده خارج حدود دولته ليكون مرتبط بمناهجها ومسارها التعليمي عند عودته إلى بلده أو التحاق والده بمهمة دبلوماسية في دولة أخرى
لذلك فإن مدارس الجاليات لا علاقة تربطها بمؤسسات الدولة المستضيفة من حيث النتائج واعتمادها ولا بمناهجها وطرق تدريسها .
وتحرص معظم الدول على اتباع الإجراءات القانونية المعمول بها في الدول التي لها فيها تمثيل دبلوماسي فلا يسمح لهم بقبول تلاميذ من نفس الدولة لعدم تطابق المناهج واشتراطات القبول ولا توافق في السلم التعليمي .
غير أن الأمر يبدو مختلفا للمدرسة الباكستانية وفروعها في ليبيا .فقبولها للتلاميذ والطلاب الليبيين يعد من التجاوزات والمخالفات ومن المفترض أن يتم منعها من ممارسة ذلك بتدخل من وزارة التربية والتعليم أو من وزارة الخارجية الليبية لأن تدريسها يقتصر على أبناء الجالية دون غيرهم فالنتائج النهائية للمدرسة لا يتم اعتمادها من المركز الوطني للإمتحانات كون أن المناهج والمستويات الدراسية بعيدة كل البعد عن المراحل الدراسية في ليبيا .مع أن مركز ضمان الجودة يقوم بإجراء معادلات للدارسين بها بالتجاوز ودون اي إيطار قانوني خلافا للمدارس الدولية .
يواجه الليبيون في بعض الدول مشكلة عدم وجود مدرسة ليبية غير أن وزارة التربية والتعليم سهلّت على الليبين المقيمين بالخارج وفق لائحة شؤون التعليم رقم 1013 في المادة (58) في الباب الثاني بحيث تكون الدراسة بنظام منزلية التعليم للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة أو المقيمين خارج البلاد .
لذلك لسنا ملزمين في ليبيا بالسماح للجالية الباكستانية بقبول طلاب ليبيين في مدارسها ويختلف ذلك الامر مع المدارس الدولية والتي يسمح لها بتدريس مناهج دولية وفق شروط قسم التعليم الأجنبي بإدارة التعليم الخاص ومن بين الشروط إحضار موافقة الجهة المانحه للمنهج مصدّقة عليه من الجهات ذات العلاقة والتعهد بعدم القيام بأي نشاط يتعارض مع سياسة الدولة الليبية أو تتنافى مناهجها مع تعاليم الدين الأسلامي والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الليبي .
المدرسة الباكستانية لا تخضع لأي تقييم من المؤسسات التربوية الليبية ولا من مركز المناهج لا من حيث التراخيص ولا المواد الدراسية ولا من حيث التبعية فهي مجتمع مغلق ومجهول يتبنى مناهج تعبر عن هوية ومذهب الدولة الباكستانية .
ويحق لها تدريس مناهجها لأبناء الجالية فقط .
…….سالم البرغوتي