————————————————–
محمود السوكني————-
لم اتفاجأ بتكريم أستاذ الإعلام الصحفي الكبير مقاماً الأستاذ “محمود البوسيفي” فهذا حقّهُ لا يمن به أحد عليه ، وهو واجب تلام جهات الإختصاص على تأخيرها كل هذا الوقت في أدائه . لست أجامل الرجل ولا اطنب في مدحه فهو لا يحتاجني في ذلك فله المئات ممن يحبونه لذماثة خلقة ورقة قلبه وجمال مشاعره وشهامته وكرمه مع الجميع دون تمييز ، إنما اتحدث عن مكانته الإعلامية التي لم توهب له بل صنعها بجدّه وإجتهاده وبما حباه الله من موهبة صقلها بمثابرته ودأبه على تطوير ادواته والإستزادة من خبرة من سبقوه مع متابعة مايستجد وسلاحه في ذلك قدرة هائلة على الإستيعاب وسرعة في الفهم بزّ بها اقرانه وتجاوز بها معلميه وكلهم يشهدون له بذلك . براعة “البوسيفي” يقر بها كل من تابع مسيرته صحفيّاً وكاتباً وشاعراً وإعلاميّاً لا يشق له غبار ، في الصحافة أسس “مدرسة بوسيفية” في دنيا الصحافة تتلمذ في محرابها العديد من المواهب التي اكتشفها ودرّبها وشقت طريقها على يديه بألق وسطوع ، و لا أذكر أحداً سواه ممن إتفق زملاء المهنة على تقديره وأجمعوا على تسميته ب “قيصر الصحافة” ، حتى من يختلف معه في الرأي لا يختلف معنا على تقديره وحبه وإحترامه . ككاتب ، تجد في كتاباته مذاقاً خاصاً لا يصادفك عند غيره ، بل اضحى الكُتّاب يتسابقون على إستعارة مفرداته وهو لعمري ما لم الحظه على مدى سنوات عملي المهني إلا مع كتابات أستاذنا “الصادق النيهوم” . أمّا عن شعره فأنا وإن كنت لا اميل إلى شعر النثر لكنني اعترف أن مايقوله شعراً يطربني كما أطرب العديد ممن كتبوا قراءة عنه . وهو إعلامي بإمتياز فإسمه ضماناً لنجاح أي عمل يشارك فيه أو يبتكره . لكل ما سبق ، لم اتفاجأ بتكريم “قيصر الصحافة” واعلم يقيناً أنه اجدر بها من غيره وأنه يُشرِّف الجائزة وليس العكس ، ولعلها مناسبة لأن اكرر السؤال الذي طرحته أكثر من مرة وهو : الا توجد طريقة ما لإستغلال هذه الموهبة الفذة ؟ أليس من العيب أن يكون بيننا أستاذ في قامة “محمود البوسيفي” ولا نستفيد من وجوده ؟ الإخوة في الشقيقة مصر دائماً ما كانوا يتحسرون على وجود قامة سامقة كالأستاذ “يوسف القويري” بيننا تعاني الإهمال ، إلى أن رحل عنّا ؛ الم نتعظ بعد ؟