منصة الصباح
محمد الهادي الجزيري
محمد الهادي الجزيري

انتصرنا…

 محمد الهادي الجزيري

النصر من عندك يا الله ..، أفتح عينيّ فأرى العالم يلهج باسمها ويردّده صادحا بالحرية لها ..، لم أكن أتوقّع هذه الهبة العالمية المزلزلة ..بعد سنوات من اللامبالاة ..، حقيقة إنّ ما بناه الكيان المحتل عبر آلاته الإعلامية الضخمة عبر عقود طويلة خسره في أيام قليلة ،

كبرى عواصم الغرب تقف مع فلسطين ضد الكيان الغاصب المتوحش، فوا عجبي ممّن يتباكون على فلسطين ويلومون حركة المقاومة على ما فعلت ..، فلولاها لما اجتمع العالم على جملة واحدة ألا وهي : الحرية لغزة ..فقد صارت هذه القطعة الصغيرة من الأرض رمزا للتضحية والإيمان والثبات..، أعتقد أنّ اللون والعرق واللغة ذابت كلّها في هذه القضية الجوهرية ..، أرى الإنسان عاد إلى إنسانيته دون مساحيق ..ولأذكّركم سأعرض عليكم مشاهد ولقطات ما كنت أحلم أن أراها ..، عمري بأكمله ولم أر غضبة الغرب على الغرب ..وإدانته لحكوماته ..، فمثلا هذا النائب الأمريكي بالصورة والصوت والانتفاضة والبصاق وما شئتم من الأفعال والأقوال ، يصرخ مرعوبا ممّا يحدث في فلسطين ومن نفاق حكومته، ويقول وقد فقد أعصابه وجنّ تماما : ” ليس من الضروري أن تكون مسلما لتدعم فلسطين، عليك أن تكون إنسانا ..”، هذا قول صريح لنائب أمريكي يؤكد الصدمة التي لامست الغرب وجرحته في كبريائه ..، كيف لا وهو طوال عقود طويلة ..يعلّمنا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ..، فإذا به وجد نفسه شريكا للكيان الفاسد المجلوب من مختلف جهات العالم ..، شريكا لأكبر مجزرة في التاريخ الحديث ..، فكيف إذن لا يصرخ وهو يدفع ضرائبه ويرى مبادئه تُداس من المجرمين الكبار …

انظروا إلى هذه النائبة الكندية.. برفقة رضيعها..، تطالب بوقف إطلاق للنار في غزة وتسأل كم طفل سيموت..قبل أن يسمعها رئيس حكومتها؟، ..، هذا قليل من كثير والأمثلة من اليابان إلى جنوب إفريقيا إلى النرويج إلى المكسيك ..، كلّها تؤكد لي أنّ النصر قادم لا محالة ..فقضية شعب هُجر وقُتل وشُرد طوال سبعة عقود ..، آن لها أن تنتصر ..، رغم الجراحات العظيمة والأحزان الكثيرة ..،

ورغم آلاف الشهداء الذين فقدناهم ..بصبر مكين وعين تحدّق في العدو الغاشم ..، نعم رغم شدّة الوجع ووحشة الطريق وظلم الأخ والقرب والصديق ..، أرى أنّنا على وشك الانتصار على أقوى جيش في المنطقة ..أو قل : مرغنا وجه أمريكا في التراب ..، انتصرنا لما أعدنا فلسطين إلى واجهة العالم… رغم شدة الألم والحزن بفقدان آلاف الأحبة .. وخاصة من الأطفال والنساء..، يرحمهم الله ..كما قال المئات ممّن فقدوا عائلاتهم ..وقد أخفوا الدمعة والحرقة والفجيعة ..داخل القلب الكبير الفلسطيني ..

صدّقوني إنّ ما فعلته المقاومة ..سيظلّ راسخا للأبد في الذاكرة الجماعية ..، وما اقترفه العدو المحتلّ الجبان ..سيبقى شاهدا عليه إلى يوم الدين ..

لقد قلت ومازلت عند قولي ..، لا لقتل زهرة أو شبل ..لكنّهم وحوش …….

” طافح بالتردّد

طفل عدوّي تخطّى سياج عدوّي

ليقطف نرجسة من بلادي

أهمّ به فيموء وأرفع عنه يديّ

وأهرب منه ومنّي

لأبكي صغيري الذي ذبحته الحضارة بين يديَّ “

شاهد أيضاً

في شارعنا تاكسي: رحلة يومية مع العناء

تاكسي الشارع: شريك الضرورة وحليف الأمل إعداد ..طارق بريدعة  لا مفر لمن  يسكن في مدينة …