جميل حمادة
اشتقت هذا النهار لاخي الشاعر الملهم النبيل محمد الهادي الجزيري، فأحببت أن اهاتفه، فكلمته وكان جد فرح، فالقصائد الصغيرة الفاتنة التي أنزلها في الفيس هذه الفترة قصائد جميلة رائقة..عذبة اعجبتني كثيرا، فاحببت أن أشد على يد صديقي الجزيري واهنئه واطمئن عليه بالجملة.. خاصة وهو يتحدى المرض بإرادة قوية ورائعة، ويواصل الكتابة على نحو جميل ومعجب.. أنظروا مثلا إلى هذه القصيدة ما أجملها..
كم مرّة أخرى سنعشق؟
كم سندهش في ممرّات الحديقة؟
كم سنصهل في متاهات القصيدةْ؟
ليتنا ريح لنعبث بالنساءِ
وليتنا ليل لندخل كلّ بيت فيه أنثى
ليتنا ضوء الصباح
لنوقظ الأنثى التي رسمت
ملامحنا القديمة والجديدةْ
ليتنا مطر لنهمي فوق شرفتها البعيدةْ
محمد الجزيري
وما رأيكم في هذه القطعة ايضا:
لا أستطيع أن أحبّك وحدي..
هكذا “بصراحة ربّ العالمين ”
كما يقول التونسيون بلهجتهم المجنونة
سأكون سعيدا إن شاركني قطيع الذكور الكتابة عنك
على أن يكتفوا بالكتابة
وسأبتهج أكثر إن انقرضوا جميعا
وصرت تابعك الوحيد
برتبة عبد ثمين..!
اما القصيدة الأجمل والتي قليلا ما نقرأ نصوصا بجمالها وروعتها وسبكها، وعذوبتها، والتي ظننت بأنني ادرجتها الأولى هنا..فإنها هذه القصيدة.. التي سميتها الرجل الوثن؛
(( لا عشق بعدك فاطمئنْ،
أنا قبل حبّك لم أكن
أنت الذي
أبدعتني بيديك
من سحــر و فـــــنْ
و دعوت
روحي للهوى
فتسابقتْ هيَ و البدن
و تدافعت
أعضائيَ السكرى
و عــيــنـــي و الأذن
كلي تدفّق
نــحــو كلـــك
أيها الرجل الوثن
أبحرتُ كلي نحو كلـك
ثم أحرقت السفن))
“محمد الهادي الجزيري”
هذه القصيدة بجمالها وبلاغتها ودقة سلمها ورويها وعذوبتها تختصر تاريخ العشق والجوى والتضحية في محراب الهوى والجمال والتسامي.
كم عذبة وفارهة هذه القصائد يا صديقي دمت مبدعا ايها الجزيري.