منصة الصباح

محطة للسؤال..

أشرعة

جمال الزائدي

منذ غادرت البشرية طورها الامومي «الماطرياركية» لتلج أقسى وأفظصصع أطوارها مع النظام  الأبوي «الباطرياركية»..شهدت العلاقة بين العمل كقيمة انسانية واخلاقية وبين الموارد ورأس المال إنفصاما أبديا لا لقاء بعده برغم توالي المحاولات الشجاعة عبر التاريخ لاعادة التوازن للمعادلة المختلة ..

القوة الوحشية للحضارة ماكانت لتتحقق الا في ظل هذا الانفصام المؤلم الذي وضع المسيرة على سكتي قطار متوازيتان متجانبتان  ..هكذا تحالف رأس المال والعقل بعيدا عن رقابة الحس الفطري بالعدالة والحق وبقية القيم الانسانية ..تواترت الفتوحات الفكرية والكشوفات العلمية في متواليات بطيئة حتى اشرق عصرنا الحديث الحافل بالانجازات التقنية الهائلة في حقل الاتصالات والمعلوماتية وغزو الفضاء وحل شيفرة الخارطة الوراثية..

كل هذه الخطوات الواثقة نحو قمة سيطرة الكائن البشري على كوكبه ومصيره كانت تتحقق بعيدا عن الضمير والحس الاخلاقي الانساني الذي شكلته مراحل ما قبل ديكتاتورية العقل ومفاهيمه ومبادئه الصماء برغم ادعائها الموضوعية والبرهان القائم على الشك..

الاحساس بالسيطرة وهتك سجف غموض الطبيعة والحياة ، الذي كان قد فرض على اسلاف مخلوق الحداثة ومابعد الحداثة عبادة الشمس والقمر والرعد والبرق والبراكين وكل مظاهرالوجود المخيفة ..هو ما اطلق العنان لكل طاقة التوحش والدموية وأغرق التاريخ الحديث في حروب ومواجهات واقتتال بربري ذهب ضحيته مئات الملايين ، غير الكوارث التي طالت النظام البيئي وتسببت في الاحتباس الحراري وزيادة نسبة التلوث وأخيرا نشر الاوبئة مجهولة المصدر وغير معروفة السلسلة الجينية ..

اليوم والجنس البشري يحدق في وجه الفناء نتيجة الرعب من الموت الاسود الجديد الذي انطلق من عقاله متمثلا في فايروس كورونا « كوفيد 19  «..تستحق هذه المحطة – ان لم تكن محطة النهاية – ان تكون مناسبة لمراجعة مسيرة الحضارة في تمظهرها الاخير ، المتهم وفق فرضيات عدة بالمسؤولية عن هذا البلاء اللعين الذي يحيق بالوجود الإنساني برمته ..فثمة فرضية تقول ان الفايروس مخلق في معامل سرية وتم تسريبه قصدا لغرض التخفيف من الزحام البشري الذي لم تعد الموارد الطبيعية المحدودة على ظهر الكوكب الازرق تغطي احتياجاته ..فرضية اخرى منسوبة لعدد من علماء « ناسا» تشبه الى حد كبير قصص افلام الخيال العلمي التي تنتجها بتقنيات عالية وسيناريوهات مبهرة ..تقول أن عينات احضرتها وكالة الفضاء الامريكية من كوكب المريخ قد تكون احتوت  على نوع من الحياة هي أصل الفايروس المرعب الذي يقول العلماء من اهل الاختصاص انه لا يتأثر بتبدل الفصول والمناخ بعكس معظم الفايروسات ذات المنشأ الارضي..

بغض النظر عن وجاهة وصوابية هاتين الفرضيتين وغيرهما من الفرضيات الأخرى التي تتناولها مساهمات المهتمين ، فإن مسؤولية العنصر البشري عن هذه الكارثة التاريخية ، مسؤولية مباشرة مبرهنة بالقرائن والادلة .. واذا نجا الجنس البشري من هذه الحماقة فهو بكل تأكيد ملزم بإعادة فحص الاساسات التي نهضت عليها فكرته عن التقدم والحضارة ..

شاهد أيضاً

وفد صندوق دعم الإعلاميين يزور عميد المصورين محمد كرازة

زار وفد من صندوق دعم الإعلاميين مساء اليوم الخميس، منزل عميد المصورين الليبيين الصحفي محمد …