منصة الصباح

محطات بئر الغنم

بوضوح

بقلم : عبد الرزاق الداهش

اشعال النار في اربعة  او خمس صهاريج بنزين، وهدم عدد من محطات الوقود العشوائية جنوب الزاوية، تحرك مهم لضرب التهريب، والاهم لردع المهربين.

الخطوة التي حظيت بارتياح الشارع، تحتاج إلى خطوات مماثلة، بنفس القوة، والحزم، في غير منطقة تهريب في الغرب الليبي.

المعالجة الأمنية لاعمال التهريب مطلوبة، وتؤدي إلى نتائج سريعة، لكنها تضع التهريب في مستودع الخوف وليس النسيان.

والحقيقة أنه لم يسجل في العالم أن بلدا قد قضت على ظاهرة التهريب، بالإجراءات الامنية.

الحل الأمني يحد من التهريب، ويزيد سعر المهرب، لارتفاع معدل الرسك، ولكن المطلوب هو علاج اقتصاد ينهي جدوى التهريب.

لتر الوقود يطير من 150 دهم في محطات الوقود، لأكثر من دينار ونصف الدينار في السوق الموازي، يعني أكثر من عشرة اضعاف، وهذا عائد مغري جدا، ليس فقط لمهربين مغامرين، بل لشبكة تجمع موظفين مع أمنيين، مع نافذين في السلطة.

وإذا كان عائد تهريب المحروقات يغذي الجريمة المنظمة، وهذا مؤكد، فمن غير المستبعد أنه يغذي الإرهاب.

الحل الأمثل، هو تحرير سعر المحروقات، وإلغاء الدعم، وانهاء حاك تشوه اقتصادي، يعني ان يكون سعر لتر الوقود بأزيد من دينار.

ولكن لابد ان نعرف ان دعم المحروقات هو جزء من شبكة آمان، ليست رشيدة.

ولابد أن نعرف أننا في بلد لا تتوفر فيه وسائل النقل العام، ولا ثقافة استخدام النقل العام.

ولهذا نحتاج إلى رفع تدريجي لدعم المحروقات يعني ربع دينار، ثم نصف، مع تصميم شبكة آمان رشيدة لحماية سلة المستهلك الليبي، يعني تدوير الدعم حيث ينهي التهريب، ويتحول لدعم مباشر لمواطن يعاني.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …