الكاتب والصحفي : عبدالرزاق الداهش
—-
كنت ذات مساء عائدا إلى طرابلس.
وكان ولدا صغيرا يقترب منّي خلال توقف بأحد الإشارات الضوئية.
ربما يكون في السادسة من عمره، ربما أكثر، ولكنه دون الثامنة.
كان يحاول شراء عطف الناس، قبل أن يبيع لهم قنينة المياه، وكان البعض يستجيب لهذا النوع من التسول.
ناولته ورقة نقدية من فئة الخمسة دنانير، وتركت له قنينة الماء، ولكنه لم يتركني، حتى انه منعني من إغلاق زجاج السيارة.
“بالله يا عمي نبّي حق حليب اختي والحكة بثلاثة وثلاثين”!
هل حقا ان اخته بدون حليب، وخرج يتسول لها ثمن علبة، بخطاب استعطف لمحترف، وليس جديدا على الصنعة؟
سؤالي: في دولة تمنح مرتبا حتى لطفل مصاب بالأكزيما كيف يكون فيها طفل يمد يده.
صحيح هناك محتاجين،، ومعوزين، وعلى باب الله، ولكنهم لا يقولون لله.
التسول ملف يحتاج معالجة، وقبل ذلك دراسة، بعيدا عن الحملات العشوائية، والطهقات المعتادة.
والكلام موجه للشؤون الاجتماعية لأنه ليس اختصاص الزراعة، أو الثروة البحرية.