أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، إحدى أهم الوسائل الحقيقية للتوثيق وكشف الحقائق، عبر صور ومقاطع فيديو تُنشر بشكلٍ مستمر على مدار الساعة.
ولكن هذا التوثيق يحمل صورًا قاسية خاصة عن المناطق التي تشهد صراعات وحروب لا تتوقف. تحصد كل شيء، ولا تستثني المدنيين.
محاسن الخطيب: “عشان بس أموت تلاقو صورة الي”
وهذا ما يعيشه أهالي غزة الذين يواجهون الإرهاب الإسرائيلي منذ عام. ولأن غزة أصبحت عنوانًا رئيسيًا على الأخبار، اختارت الفنانة التشكيلية الراحلة محاسن الخطيب، تدوين يومياتها من شمال غزة من محيط معسكر جباليا، على طريقتها العفوية الأقرب إنسانيًا قبل كل شيء، لمن يعرفها ولا يعرفها.
المُبكِي في قصة الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب، أنها نعت نفسها قبل أيام من استشهادها بصورة لها كتبت عنها: “عشان بس أموت تلاقو صورة الي”.
عند تصفح تغريداتها على منصة X، سيكتشف المتابعين بأنهم أمام فنانة آمنت بقضيتها وقررت بعدم ترك بيتها بهذه الطريقة:
“محاسن من غزة .. فلسطين… مش راح اترك بيتي ما راح انزح للجنوب حتمسك لاخر لحظة لاخر لحظة
ما راح استسلم للعياط الي ما بيفارق عيوني راح اظل ادعي يارب انت القادر على كل شي ياااارب
يااارب احفظ ما تبقا من بلدي ومن اهلي.. ياااارب”.
وفي تغريدة أخرى كتبت الفنانة التشكيلية الراحلة، “ما بدي غير اعيش وارجع ارسم واشتغل واصرف ع حالي … كثير هذا الطلب ع انسان؟ هل اعتبر انا واهل بلدي بشر او نحسب ع الانسانية؟ انا من حقي اعيش واسعا واحلم …من حقي والله”.
قاومت محاسن الخطيب، على طريقتها عبر الفنّ، ونشر البهجة والفرح لأسرتها ومعارفها، لم تكن تملك إلا فنّها ومخيلتها التي أنتجت من خلالها لوحات فنية لن تُنسى من ذاكرة أهالي غزة وفلسطين، ولن تنجح الآلة الإسرائيلية مهما حاولت، طمس تاريخ وعراقة شعب قاوم ومازال يقاوم بكلِ ما يملك من تاريخ ومقاومة وفن وفِكر وثقافة.