منصة الصباح

مجلس التخصصات والخارطة المفقودة

بقلم: د . المهدي الخماس

مجلس التخصصات مؤسسة ليبية عريقة لها باع في الإمتحانات وتأهيل الكثير من الأخصائيين في ليبيا. المجلس وظيفته وطنية بامتياز وليست قومية. المجلس له عقد شراكة غير مكتوب مع المواطن الليبي أنه سيحافظ على صحته ويبعد عنه شبح المرض ويخفف من ألامه. وأنه سيحقق كل هذا من خلال تخريج أطباء مؤهلين متخصصين في مجالات عديدة بعد أن أتموا تدريبهم واجتازوا الامتحانات المطلوبة بنجاح.

تسلم هذا المجلس قام بتخريج العديد من الأخصائيين ولكن مع الظروف التي مر بها الوطن حدث نوع من التعثر وحان وقت المراجعة والتطوير. حتى لو لم يحدث انقطاع فإنه من الطبيعي أن نحتاج الى مراجعة مخرجات المجلس لتوافق متطلبات صحة المواطن وإحتياجات الوطن الآن ومستقبلا.

كثرت الدبلومات في محاولة لحل إختناق في التدريب التخصصي بعضها ذو نوعية وبعضها تجاري. يعني تحاول تعويض نقص في وظيفة من وظائف المجلس. خرجت علينا المدارس الوهمية بنفس العذر. ومع ذلك يوجد إختناق شديد في إكمال تدريب وامتحان ألاف الأطباء الحديثي التخرج وضبابية مستقبلهم. هذا أدى الى الإتجاه الى الحصول على دبلوم أو شراء وتزوير شهادة أو الحصول على شهادة التخصص العربية. وهنا مربط الفرس.

هذا الإتجاه لاتلوم عليه الفرد. فالكل يبحث عن شهادة تؤهله للإندراج في مجال العمل والحصول على مرتب لتكوين اسرة أو للإعداد المادي للتخصص بالخارج. ولكن ماحدث للطبيب الليبي يشبه بيت الشعر القديم “المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار”. فعدم وجود امتحانات منظمة وخط تدريب واضح للحصول على شهادة التخصص الليبية هو نفس الموجود في شهادة التخصص العربية. الفرق الوحيد هو الحصول على توقيعات غير دقيقة من عدد من الإخصائيين مع دفع الرسوم بالدولار وإجراء الإمتحان. يعني المخرج والنوعية تعتمد على الفرد وضميره وأخلاقه.

إعتقدت أن مجلس التخصصات الموقر سيشمر عن أكمامه ويشد الأيادي مع مجلس التدريب ليكملوا بعض ويطوروا ويحسنوا من شهادة التخصص الليبية ويمنعوا ابتزاز الطبيب الليبي. يعني المجلس وإدارته ومجلس التدريب والمجلس الصحي العام ونقابة الأطباء يحتاجون الشهور من الإجتماعات والتعاون لحل المشاكل العالقة وتقوية مقام وشهادة التخصص الليبية. نحتاج تنظيم التدريب، تنظيم مكاتب التدريب، تدريب المدربين، وضع مناهج التدريب، إضافة كورسات لمبادئ البحث الطبي، وكورسات لأخلاق المهنة، وكورسات للتعريف بالقانون الصحي والمسؤلية الطبية، كورسات لمبادئ الإدارة حسب القوانين الليبية ، كورسات استعمال التكنولوجيا للحصول على المعلومة الصحيحة وكتابة الأبحاث وغيرها.

ولكني وبعض الزملاء نرى العكس. نرى ترك النصف المكمل للمجلس والإرتماء في أحضان المنافس. نرى إتجاه البعض الى الإنغماس في مجلس التخصصات العربي بدل التركيز على مجلس التخصصات الصحية الليبي. لاداعي لذكر الأسماء ولكن تضارب المصالح واضح وصارخ. لدرجة ان البعض يشعرك بأن وجوده في مجلس التخصصات لمحاربته وتحطيمه وتقوية المجلس العربي والنهوض به وتشجيع الشباب للحصول على شهادته وبدون أي تدريب يذكر. أنظر مواقع التواصل الاجتماعي وعمان الأردن وبعض القرارات ونشاطات الأعضاء وستعرف بنفسك أن بعض أفراد العائلة هم من يعملون لتهديم بيت الأسرة.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …