منصة الصباح

مبروك للجامعة

بوضــوح

بقلم / عبدالرزاق الداهش

فات الأسبوع الأول من الحرب على طرابلس، ولم تجتمع الجامعة العربية، لا على مستوى القمة اجتمعت، ولا مستوى وزراء الخارجية اجتمعت، ولا حتى على مستوى المندوبين.. ماتت المئة الأولى من الليبيين في هذه الحرب، ولم تظهر الجامعة بنصف بيان، على طريقة (قطع الملام) تحث فيه على وقف القتال، والعودة إلى طاولة الحوار السياسي، وباقي الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر.

تدخلت في الحرب دول أجنبية، ومن بينها عربية، وأسلحة أجنبية، ووصل إلى جنوب طرابلس روس، وتشاديين، وجنجاويد، وياجوج وماجوج، ولم يطل أمين الجامعة العربية بوجهه، حتى عبر منفذ رأس جدير..

اليوم صرنا نتكلم عن تسعة أشهر حرب على طرابلس، بكل ما فيها من دماء تبددت، وأرض اشتعلت فيها النيران.

اليوم صرنا نتكلم عن ثلاثة آلاف قتيل وأكثر، وعن سبعة آلاف جريح وأكثر، وعن مئتي ألف نازح وأكثر.

اليوم صرنا نتكلم عن نحو15 ألف بيت تحولت خرابا، وأسوأ من ذلك عن وئام مجتمعي بات في خبر كان.

فلماذا تجتمع الآن بعد كل هذا البيات الصيفي الطويل، وبعد تسعة شهور نوم، وكأنها تسعة أشهر حمل؟!.

مبروك عليكم المولود؟

فهل هذه جامعة دول عربية، ستحافظ على الأمن العربي، والاستقرار العربي، والمشتركات العربية؟

اعملوا لنا جامعة حقيقية، بدل هذا المتحف السياسي، الذي تتصور الرياض أنه مجرد دار رعاية سياسية للسعودية.

(دوروا) منصب أمين الجامعة، كما رأت الجزائر، ولا تتركوه مؤخر صداق لوزراء خارجية مصر، كما تريده القاهرة.

ناقشوا التدخل الأجنبي في سوريا، والتدخل الأجنبي في اليمن، وفي لبنان، والعراق، واتركوا ليبيا .

عودوا لهذا الزمن الذي نعيشه، وإلى هذا العالم الذي نعيش فيه واخرجوا من الكهف.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …