منصة الصباح

مباريات الدربي

عبد الرزاق الداهش

——-

قبل كل مباراة ديربي، ندخلُ في صداعٍ عن مكان المباراة، وتوقيتها، ومسقط رأس من يتولى تحكيمها..

ويبدأ كل فريقٍ بطرحِ حزمة لاءاته، لا نريد هذا الملعب، ولا هذا التوقيت، ونرفض الحكم سين، وصاد..

تشكيكٌ مُسبق في عدالة التحكيم، وكذلك نزاهة المُنظمين، وحتى غُفراء الملعب..

وأكثر من ذلك تلويحٌ بالانسحاب، ووعيدٌ برفع دعاوى للاتحاد الأفريقي، والدولي، وربما محكمة العدل الدولية..

وهذا كله مصحوب بحملاتٍ إعلامية، لا ينقصها معجم كامل لمفردات خطاب الضغينة، والتشفّي..

المشكلة ليست في التحكيم، ولا في الجهة المُنظّمة، ولا في مكان المقابلة، وموعد التباري..

المشكلة في عدم القدرة على قبول الخسارة، في لقاءٍ لابد أن يكون فيه خاسر..

ربما بسبب انتشار خطاب الشماتة، وخطاب التفوق، وباقي مشتقات خطاب الكراهية..

ما يحدث في كرة القدم، وسطوة ثقافة عدم قبول الآخر، بحدث في السياسة.

فالمؤسّس للأزمة في ليبيا، هو عدم قدرة أطراف النزاع على إدارة الخلاف..

والأسوأ هو استقواء كل طرفٍ بالمقدّس الديني أحياناً، والوطني في أحيانٍ أخرى..

وهكذا، خطاب تكفيري من جهة، وتخويني من أخرى، وإقصائي في كل مرة..

أنت لست معي، إذن أنت كافر، أو خائن، وفي الحالتين لا تستحق المنافسة، بل لا تستحق البقاء..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

فئة الخمسين… وحال المساكين

باختصار بقلم د. علي عاشور قبل أيام انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور لقرار خازن …