منصة الصباح
مبابي وباريس… نهاية ولاء

مبابي وباريس… نهاية ولاء

لم يعد رحيل النجوم مجاناً من أنديتهم يقتصر على كونه مجرد خسارة رياضية، بل تحوّل، في حالة كيليان مبابي وباريس سان جيرمان، إلى سابقة قضائية قد تعيد تشكيل العلاقة بين اللاعبين والأندية.

لقد تصاعد النزاع إلى ذروته بعد جلسة الاستماع الأخيرة، كاشفاً عن مطالب مالية تتجاوز بكثير ما اعتادت عليه المحاكم الرياضية والقانونية.

لم تعد المسألة تتعلق فقط بالعقد الموقع، بل أصبحت حرباً على “النوايا الحسنة” و*”الولاء”* في بيئة كروية تسيطر عليها المصالح المادية.

إن الأرقام التي ظهرت على السطح، والتي تتجاوز نصف مليار يورو مجتمعة، تعكس مدى الضرر المادي والمعنوي الذي يدعيه كل طرف.

مطالبات مبابي لا تقتصر على مستحقاته المالية المباشرة، مثل الأجور المتأخرة ومكافأة نهاية الخدمة، بل تمتد إلى بنود أكثر تعقيداً ودلالة

ان تضمين مبالغ ضخمة كتعويض عن الفصل التعسفي و المضايقات في مكان العمل و خرق التزامات السلامة يشير إلى أن دفاع اللاعب يسعى لتصوير علاقته بالنادي في الأشهر الأخيرة على أنها بيئة عمل معادية، مما يرفع من قيمة التعويضات الأخلاقية والقانونية غير المباشرة،هذا التركيز يهدف إلى إثبات أن النادي تصرف بشكل غير مهني في التعامل مع نجمه.

وعلى جانب النادي الباريسي نجد مطالب ترتكز على مفهوم الخسارة الاقتصادية و ضياع الفرصة ، وهو مفهوم قانوني عميق
حيث أن قيمة الانتقال 180 مليون يورو اي مطالبة النادي بمبلغ انتقال مبابي الأصلي من موناكو تعكس قناعتهم بأنهم تعرضوا لغش كبير، إذ يؤكد النادي أن إخفاء مبابي لقراره بالرحيل لمدة 11 شهراً حرمهم من التخطيط لبيعه بمبلغ هائل خاصة بعد رفضه عرض الـ 300 مليون يورو المزعوم ، مما أضر بالاستقرار المالي والإستراتيجي للنادي، وهو ما يعد جوهر مفهوم ضياع الفرصة.

البيان الباريسي: هجوم تحليلي على “الولاء المفقود”

إن البيان الرسمي لباريس سان جيرمان لم يكن مجرد إشعار قانوني، بل كان هجوماً تحليلياً يركز على تدمير المصداقية الأخلاقية للاعب ، لقد استخدم النادي مفاهيم مثل الانتهاك الخطير و المبادئ الأساسية لحسن النية والولاء ليضع القضية في إطار أوسع يتجاوز الأجور والمكافآت.

واذا وقفنا هنا عند تحليل البيان نجد نقطتين محوريتين، وهما اخفاء النية كخرق تعاقدي، اذ يرى النادي أن تستر مبابي على قراره بعدم التجديد شكل خرقاً تعاقدياً، لأنه أفقدهم قدرتهم على اتخاذ “إجراءات ترتيب عملية انتقاله”و هذا الادعاء هو حجر الزاوية في مطالبة النادي بالـ 180 مليون يورو.

ثم نقطة التناقض العلني والخاص، حيث استشهد باريس سان جيرمان بتصريحات مبابي العلنية في يناير 2024، التي أكد فيها أنه اتفق مع الرئيس لحماية “الاستقرار المالي للنادي”، ليتناقض ذلك مع طعنه القانوني اللاحق في اتفاق تخفيض الراتب ، وهذا التباين يستخدم دليلاً على “إساءة الثقة” التي منحت له.

إن هذه المعركة القضائية تضع سابقة قانونية خطيرة في كرة القدم العالمية، إذا نجح باريس سان جيرمان في إثبات مطالبته بـ “ضياع الفرصة” أو “إساءة الولاء”، فقد يغير ذلك من طريقة تعامل الأندية مع اللاعبين الذين يدخلون عامهم الأخير من العقد، وفي المقابل، إذا نجح مبابي في إثبات “المضايقات”، فستكون رسالة تحذير للأندية التي تحاول الضغط على نجومها للتجديد أو الرحيل.

هذا الصراع بين اللاعب وناديه السابق يمثل لحظة مفصلية، حيث تحولت “الثقة” و”التعاون” إلى أوراق ضغط يتم تداولها في المحاكم بمئات الملايين من اليوروهات.

شاهد أيضاً

الأهلي طرابلس يجدد تمسكه بشروطه قبل نصف النهائي

الأهلي طرابلس يجدد تمسكه بشروطه قبل نصف النهائي

جدد النادي الأهلي الرياضي تمسكه بموقفه الثابت إزاء المطالب التي تقدّم بها رفقة نادي الأخضر، …