إطلالة.. ورسالة
سعاد العجمي السويحلي
Soad.swaihle@gmail.com
في الأيام الماضية دُعيت لحضور ورشة عمل خاصة بتوعية المرأة الليبية في إحدى المجالات الاجتماعية التي من شأنها أن تطور من عطائها، وعند حواري مع أحد السيدات تطرقنا للحوار عن العطاء وما ستقدمه تلك السيدة الفاضلة فقالت إن محاضرتها ستكون عن الجندر .!
لا أخفي عنكم تفاجأت واستغربت من ذلك المصطلح الذي لم أسمع به من قبل ومع شروحها الوافية له إلا أنني فضلت أن أبحث عن المزيد حول ذلك الجندر لأصل لحقيقة أنه هو والنوع الاجتماعي وجهان لعملة واحدة .الأمر الذي جعلني أبحث وأتعمق في ماهيته ومن يكون .؟؟
وعرفت أنه يعني الاهتمام بقضايا نهوض المرأة وتمكينها وإدماجها في مجالات التنمية بشكل كبير، ظهر في الربع الأخير من القرن الماضي عندما عقدت العديد من المؤتمرات من هيئة الأمم المتحدة أولها مؤتمر المكسيك في عام 1975 الذي كان عاما دوليا للمرأة ثم مؤتمر كوبنهاغن في عام 1980 ثم مؤتمرنيروبي عام 1985، الذي وضع الاستراتيجيات التطلعية للمرأة حتى عام 2000 وكان مؤتمر بكين 1995 الذي طرح المحاور الأساسية للعمل على قضايا النساء، وكان أحد المفاهيم التي انبثقت عن مؤتمر بكين مفهوم النوع الاجتماعي ـ الجندر ومنهم عرفت أن الجندر كلمة اصطلح على إدخالها كما هي “جندر” في جميع الترجمات، ودخل هذا المفهوم إلى المجتمعات العربية والإسلامية مع وثيقة مؤتمر القاهرة للسكان عام 1994 (أي قبل مؤتمر بكين)، حيث ذكر في هذه الوثيقة في 51 موضعا وفهم منه لدى ترجمة الوثيقة ـــ الجندر (ذكر/ أنثى) (Gender) هي كلمة إنجليزية وتعني في القاموس اللغوي (الجنس) تحديدا من حيث الذكورة والأنوثة ـ وهي تستخدم كمصطلح لغوي لتصنيف الأسماء والضمائر والصفات، أو تستخدم كفعل مبني على خصائص متعلقة بالجنس في بعض اللغات، وفي قوالب لغوية بحتة.
أما الموسوعة البريطانية فعرفت ما يسمى بالهوية الجندرية بالقول إن الهوية الجندرية هي شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى، وإن التوازن الطبيعي والمشاركة ذو أهمية فائقة للجنسين وكل من الرجل والمرأة يملكان أدوارا يجب أن لا يطغى أحدهما على الآخر ولا يتحكم به لكي يكون في انسجام وسلام مع الإنسانية ومع الحياة والطبيعة.
الجندر ليس سيطرة النساء، ولا تدمير الأسرة، ولا نفيا للقيم الإيجابية ولا المساواة المطلقة، وهو لا يعني تخلي المرأة عن رعاية أبنائها ولا التخلي عن أنوثتها، الجندر يعني تكامل الأدوار وليس انتقاصها، يعني إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة
. إن التنوع الاجتماعي حقيقة إنسانية وتاريخية، ونحن بحاجة إلى رؤية حضارية جديدة للتعامل مع هذه الحقيقة.
للجندر الكثير من المؤتمرات والتعريفا ت رصدتها لكم من شبكة الإنترنت .. سنطرحها في الملف القادم بتوسع بإذن الله .