منصة الصباح

ماذا يخبئ لنا العام الجديد؟

محمود السوكني

 

اليوم ثالث ايام الشهر الأول من العام الجديد ، و هل نقول عام او نقول سنة و بينهما فرق في المعنى حيث يقال ان السنة تستخدم للعدد فيما يستخدم العام لتحديد المدة ، هذا ما يقال وانا أعتقد أن  كلاهما في رأيي يدلان على نفس المعنى .

هو ثالث أيام الشهر الأول من العام الجديد بعد أن ودّع ثمانية مليارات من البشر   سنة من الأحداث المفجعة التي بدأت بمأساة الطفل المغربي ريان و انتهت إلى الحرب الاوكرانية التي لا يلوح في الأفق نهاية قريبة لها ، بين الحدثين تبرز على السطح احتجاجات  الشارع  الإيراني التي لم تشهد إيران مثيلاً لها بهذه الحدة منذ إندلاع ثورة الخميني ، و مونديال قطر المبهر الذي يراهن البعض على عدم تكراره بمثل هذا السطوع  ،  و غياب ملكة بريطانيا التي تربعت على العرش لسبعين عاما ، و رحيل شاعر المنافي المعارض العراقي الشهير الشاعر مظفر النواب ، و الأحداث الصاخبة في لبنان الذي بلغ به العجز حداً يمنعه حتى من إنتخاب رئيس يلجمه ، و تونس التي إنتخبت رئيساً تسعى لإسقاطه ، و العراق الذي يصارع فئات ضالة ودول جوار طامعة ، مع حلحلة الأوضاع في سوريا التي يقترب نظامها من استعادة دوره عربيا و دوليا ، و حكومة يمينية متطرفة تعيد نتنياهو إلى سدة الحكم للمرة السادسة فيما تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطلب من محكمة العدل الدولية النظر في مسألة  إحتلال الصهاينة لاراضي فلسطينية ، و.. هاهو الوباء الذي إنتصر عليه العالم يعود أشد شراسة من جديد من موطنه الأصلي في الصين مما يجبر الدول تباعاً على أخذ إحتياطاتها من القادمين إليها من بلاد التنين الأصفر ، واخر أحداث السنة وفاة بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر الذي فاجأ العالم سنة 2013  بتنحيه عن الكرسي البابوي .

كانت هذه أبرز الأحداث الدولية ، أما عن الداخل في دولتنا المحكومة بالفصل السابع من ميثاق المنظمة الاممية منذ فبراير سنة 2011 فالوضع لازال مربكا و التشظي عنوان المرحلة فحكومة هنا و حكومة هناك ، الأولى يعترف بها العالم و الثانية لا يعترف بها سوى مجلس النواب الذي اعتمدها والبعض الآخر يدعمها على إستحياء (!) و الشعب البائس لا يسمح له باختيار من يمثله و لا من يحكمه بعد أن وضعت العراقيل و اختلقت الأسباب لمنعه من خوض الانتخابات و الادلاء بصوته الحر . وسط هذه الحالة المزرية تتفجر الحوادث هنا و هناك و تكون الغلبة فيها للاقوى و الأكثر عدة و عتادا ولا يملك المرء وسط هذا الجو المشحون سوى التدرع بالصبر و انتظار الفرج بعد أن تأكد له – أي المواطن الليبي – أن الكل يشارك في اذلاله و نهب خيراته و منعه من أن يكون سيدا على أرضه.

لقد كان حري بهيئة الأمم المتحدة التي تستعمرنا بفصلها السابع أن تمارس دورها بحيادية تامة لمساعدتنا على استعادة هذا الوطن الممزق بدلا من عقد الجلسات الروتينية لمجلس الأمن و إصدار التوصيات المكررة و المملة التي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به . نحن نعلم جيدا أن هذه المنظمة تكيل القضايا المعروضة عليها بمكيالين و انها مهما ادعت حياديتها فإن دولة المقر تتحكم في قراراتها بما يتلائم مع مصالحها و بما يتوافق مع الحصص المتفق عليها ضمنا مع بقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

لقد كان مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة في منتهى الوضوح عندما قال في كلمته أمام مجلس الأمن في شهر نوفمبر من العام المنصرم( نود أن نذكركم بأن الليبيين قد ملّوا كثرة جلسات مجلس الأمن ) و في كلمة أخرى قال بالنص ( أن ليبيا تشهد منذ 2011 محاولات من عدة دول للسيطرة عليها و نهب ثرواتها و تمزيق نسيجها الوطني ) .

السؤال هو : في ماذا يخدمنا هذا  الفصل السابع ؟ وماجدوى إمتثالنا لبنوده ؟!

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …