عبدالرزاق الداهش
عدوٌ مسؤول أفضلُ من صديقٍ غير مسؤول، بهذا النوع من التفكير، اتجهت إسرائيل لتدمير السلاح السوري..
الموضوع بالنسبة لهم لايحتاج إلى ضرب أخماسٍ في أسداس، بل ضرب مخزون السلاح السوري الثقيل..
خلال حرب أكتوبر كانت ل”هنري كيسنجر” كلمةً مُهمة، وهي: “لا حرب بدون مصر، ولا سلام بدون سوريا”..
الشق الأول تحقّق، وظل الثاني في صالة الترانزيت لمدة تخطّت نصف القرن، تحت عنوان لا حرب، ولا سلام..
هل نضجت الظروف لسلام، ولو كان على المذهب الأمريكي؟ذات صراحة قال “نيكسون” بأن الصينيين يفكرون لألفيات، والأوروبيون لمئويات، أما الأمريكيون فلعشريات..
والحقيقة أن النظرة الأمريكية قصيرة، وكان ذلك أكثر وضوحاً بعد سقوط بغداد، وسيطرة جماعات شيعية..
فقد اكتشفت واشنطن حالة جيوسياسية تكوّنت في المنطقة ، بظهور هلال شيعي يمتد من طهران إلى جنوب لبنان..
وتبعاً لهذا التحول الذي طرأ، أخذ الأميركيون يتساهلون مع ظهور جماعات سُنيّة في العراق، وتشجيع السعودية على رعايتها،.انتهى ذلك التنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام، (داعش)”..
ودخلت أمريكا في حربٍ مباشرة مع تنظيم الدولة على طريق “شخبط شخابيط”، ليعود الهلال الشيعي..
وكانت عضَّة حزب الله في لبنان، قد ذكّرت أمريكا في أسنانها، وكانت سوريا هي الوجبة في مطبخ دولي جمع الأخوة الأعداء، وقد تكون أوكرانيا مؤخّر صداق للروس..
انتهى الهلال الشيعي، ولكن سلام “كيسنجر” قد لا يأتي، وربما لم يعُد مُهماً لإسرائيل..
والسؤال: ماذا عن ليبيا؟ وهل ستكون جزءًا من حمصِ المولد؟
هناك الكثير من الغبار والغيوم، والدخان الرمادي..