بوضــــوح
بقلم / المحرر
هناك ما يلامس الثلاثة آلاف قتيل، وأكثر من ستة آلاف جريح، وقرابة المئة وخمسين ألف نازح، والأرقام كلها مرشحة للارتفاع.
يضاف إلى هذه الأرقام، أو هذه الكوارث، أكثر من عشرة آلاف منزل كأنها لم تكن، وكذا محال تجارية، ومعامل، ومزارع، وأصول أخرى، في حرب أتت على البشر ولم تترك الحجر.
هذا غير ربع مليون طالب، أو أزيد قد حرموا من مواصلة دراستهم، وحرموا من حياة آمنة والتفاصيل أوجع.
وفي النهاية ما هي النتيجة التي تحققت، بعد كل هذا الفاقد من البشر، والممتلكات، والوقت؟
أو لنعد تصميم السؤال مرة أخرى : فماذا لو لم يحدث الهجوم على طرابلس؟
يعني هل سنفقد ثلاثة آلاف قتيل، من بينهم أطفال، ونسوة، وكبار في السن، وحتى مسعفين؟
ويعني هل سنجد أمامنا أكثر من ستة آلاف جريح، بعضهم فقد أطرافه، وبعضهم فقد قدرته على الحركة ؟
ويعني هل سيتوزع أكثر من مئة وخمسين ألف نازح بين فصول المدارس، وبيوت الأقارب، ومستودعات الخردة، في مأساة إنسانية بامتياز؟
ويعني هل سنخسر أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية، هذا غير ما لحق بشبكة الكهرباء، وشبكة المياه والصرف الصحي، ومقدرات أخرى لليبيين ؟
وأهم من ذلك هل سنخسر ما خسرناه من وئام، بسبب خطاب ضغينة، فرق بين الليبيين الذين كنا نتصور أنهم قبيلة واحدة أو عائلة واحدة، بل أحدث انقساما في القبيلة الواحدة والعائلة الواحدة ؟
الحرب لا يمكن أن تكون خيارا، إنها مأساة بكل المقاييس.
الحاكم الجيد هو الذي تمنحه صوتك، ليرتقي بمستوى حياتك، وليس من يأخذ حياتك.