منصة الصباح

ليلى الليبية

عبد الرزاق الداهش

قبل أن نفتح ملف ليلى الليبية، لعلنا في حاجة إلى فتح ملف ليلى المغربية، أو الإسبانية.

هي جزيرة بحجم حبّة فاصوليا، أو بصورة أدق: صخرةٌ بمساحة عشرة هكتارات.

المسافة بين الصخرة والساحل المغربي أقلّ من مئتي متر، يعني يمكن الوصول إليها سباحةً.

صخرة ليلى ليست مأهولةً بأيّ سكان، إذا استثنينا بضعة رؤوس من الماعز.

بعض عناصر من خفر السواحل المغربي تواجدوا فوق الصخرة، لمكافحة تهريب المخدرات.

تشنّجت إسبانيا، “وركبها ستين عفريت”، كيف تتجرأ المغرب وتغزو أرض إسبانية؟

وكدنا أن نسمع من مدريد أناشيد من طراز: “عمّر سلاحك يا قدع… يا أهلاً بالمعارك”، وجاهين والأبنودي بنسخة إسبانية.

حلف الأطلسي تعاطى مع الموقف كعدوان على عضوٍ من الحلف.

الاتحاد الأوروبي ندّد بالمغامرة المغربية، ووضع كل امكانياته تحت تصرف إسبانيا.

إحدى الصحف الأوروبية كتبت مانشيتًا: “لأول مرة يتم احتلال قطعة من أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية”.

ليلى الليبية ليست صخرةً مرميةً على حواف جغرافيا اليونان،

وخفر السواحل اليوناني لا يطارد مهربين للحشيش في المتوسط.

ليلى الليبية هي منطقة اقتصادية، وكنز جيولوجي، غاز ونفط، وكل شيء.

اليونان دخلت بشركائها، وقطعها البحرية، وكما لو أنها تقول لنا: بلّطوا البحر الميت.

لم تقل مصر حتى ربع كلمة تضامن مع الحق الليبي، ولو “بالكذب”،

وولم تقل السعودية، ولا جامعة الخيبة العربية، ولا معاهدة دفاع عربي مشترك.

هذه العضة اليونانية لا بد أن تذكرنا بأسناننا،

وعلينا أن نغني على “ليلانا” في زمنٍ كلٌّ يغني على “ليلاه”.

وكل مليم يُدفع للجامعة العربية، أو المؤتمر الإسلامي، أو الاتحاد الإفريقي، أولادُنا أولى به.

لا شيء يجمعنا بهم إلا طواف الإفاضة بعد الوقوف بعرفة، وقصة مجنون ليلى في الكتب المدرسية، واتحاد كرة القدم الفيفا.

شاهد أيضاً

فوضى الإيجار.. وغياب الدولة

أحلام محمد الكميشي انتشر مؤخرًا خبر مأساوي عن موظفة ليبية تقترب من نيل الدكتوراه أرادت …