منصة الصباح

ليبيون ومطارات…

إيناس احميدة

 

كان يوم جمعة، والهدوء يلفُ المكان.. بحثنا في طريقنا إلى مطار معيتيقة عند الساعة الثالثة ظهرًا، على صيدلية لشراء قطرة لعيني المُحمّرة، والتي ما توقفت تؤلمني،ولم نجد أياً منها مفتوحة بعد.. آثرنا الذهاب علَّنا نجد صيدلية في المطار ولا نتأخر على موعد طائرتنا..

الساحة مكتظة بالسيارات، وربكة ظاهرة أحدثها مستقبلو ومودّعو المسافرين..
وعلى عكس الزحام في الخارج، كانت الحركة داخل صالة المطار، وعلى غير العادة هادئة وأقرب للنظام منها للفوضى..

أنجزنا معاملاتنا وعبرنا بوابة الجوازات لصالة المغادرة.. وكالعادة تأخير في موعد الإقلاع.. دون سبب يذكر او اعتذار فقط انتظار بلا طائل..

أخيراً، صعدنا للطائرة واتخذنا مقاعدنا.. أقلعت ووصلت بسلامة الله، ومهارة القائد، رغم تقلب الأجواء والمطبات الهوائية،
مطارَ عالية الدولي ..

هنا تلمسُ الفرق بين ان تكون ليبياً، أو مواطناً من دولة أخرى… تمّ توجيه الطائرة بعيداً عن موقف الطائرات المربوط بممرات تسهل الوصول إلى الداخل…
هناك بعيداً أُذن لها بالتوقف، واستغرقت رحلة وصولنا للداخل قرابة الساعة، ما بين التقاط أغراضنا وافساح المكان للأسر والأطفال وغير القادرين، وما أكثرهم على متن الطائرة، مرضى ومصابين وعجزة، أعانهم الله..
أوصلتنا الحافلة في رحلتها الثانية لبوابة بالطابق الأرضى، يتواجد بها من سبقنا من ركاب، وعدد لا بأس به من رجال الأمن اللطيفين.. بادروا بتحيتنا وعملوا على تنظيمنا في طوابير وتفتيشنا وتوجيهنا للأعلى حيث رحلة الحصول على تأشيرة للدخول.. يتحصل أغلبنا على موافقة أمنية أو تقرير طبي يساعده في الحصول على ختم يمر به إلى بوابة الجوازات.. طابور آخر قبل أن تعلم انه علينا تحضير مبلغ مالي بالعملة المحلية قيمة الختم .. يتجه أغلبنا إلى كشك مزدحم للصرافة والعودة للطابور من جديد، قبل أن نتفاجأ بأن التقرير الذي بيدنا والصادر عن المستشفى لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، وأنه علينا التوجه إلى كشك خاص بوزارة الصحة يلزم القادمين بتقارير طبية من ليبيا والعراق واليمن وسوريا وأكيد حتى السودان ..!! التحقق من صحة التقرير عبر التواصل مع المصحة أو العيادة..

إجراء يراه المسؤولون هنا واجب وهذا من حقهم، إان كان عرقلةً للسياحة العلاجية.. لكن عندما ترى تكدّس المرضى والتعب الظاهر عليهم بعد الرحلة المتأخرة، وما قد ينتج عن التحقق، يجعلك تلعن اليوم الذي اضطررت فيه للقدوم..

ويفتح السؤال عن جدوى ذلك، مادمنا غير موثوق بنا.. ومازاد الأمر سوءاً، هو تغيّب الموظف المسؤول، وأُجبرنا على الانتظار حتى يظهر.. لتظهر السيدة بعد أكثر من نصف ساعة، وحملة الجواز الليبي المرضى عرم على الكراسي ووقوفا يحملون أغراضهم وذويهم وأطفالهم وتقاريرهم..

اعتذرت السيدة وتعذّرت بشحن هاتفها، ووجهتنا الى مكتب حيث يمكننا إحضار نسخة عن التقارير لتحتفظ بها قبل أن تتواصل مع المصحات وتؤكد صحة التقارير، وتعيد توجيهنا لمكتب أمن على جانب الصالة، أذن لنا بالعودة نحو دسك منح التأشيرة..
كانت أكثر من ثلاث رحلات من دول مختلفة أنهى ركابها معاملاتهم بكل سلاسة، مرّوا فقط على بوابة الجوازات.. التي لازلنا بعيدين عنها..

شاهد أيضاً

الـولاء للـــوطن

مفتاح قناو لا يمكن للمواطن الليبي العاشق لتراب هذا الوطن أن يكون شيئا أخرا غير …