منصة الصباح

إذا أردت أن تعرف ليبيا 5 روايات أدبية تؤرخ للحياة الليبية

 خلود الفلاح

هل تمتلك الرواية قدرة كبيرة على سرد تفاصيل الواقع الذي تنشأ فيه؟ تكمن الإجابة في هذا التقرير الذي يعرض لعدد من الروايات الليبية التي حاولت محاكاة الواقع. ومن خلالها يستطيع المتلقي أن يعرف تواريخ، وأحداث، وشخصيات، ومدن ليبية شهدت الكثير من التفاصيل على مر التاريخ.

في بلد الرجال

تدور أحداث هذا العمل للروائي هشام مطر ـ ترجمة: محمد عبد النبي ـ حول صبي يترقب تصاعد القلق وتأثيره بين أفراد أسرته من دون أن يفهم سبباً لما يدور حوله. تفاصيل الرواية تروى على لسان الفتى سليمان البالغ من العمر تسع سنوات ليصور لنا الأحداث التي وقعت في طرابلس عام 1979، حسب روايته الخاصة، التي كانت تشمل عمليات الخطف، الرقابة من قبل الشرطة العسكرية، المحاكمات الاستعراضية، الإعدامات العلنية على التلفزيون ومحاولات وقف الاحتجاجات الطلابية، بالإضافة إلى فرار العائلات إلى منافيهم في مصر.

يقدم هشام مطر في أعماله وثيقة فكرية تتضمن تواريخ وأحداث وشخصيات حقيقية. وكأنه بذلك يعيد تعريف التاريخ المسكوت عنه. وهنا يمكن القول إن كل الأعمال الأدبية يمكن أن تعد وثائق اجتماعية لتاريخ ما.

القاسم المشترك بين أعمال هشام مطر، هي العزلة، والأحزان والخوف والفقد. وسعيه للبحث عن والده الذي اختفى في سجون النظام السابق.

في هذه الأعمال يبحث هشام مطر عن أبيه واختفائه المفاجئ عام 1990، وعن ذاته، وعن تاريخه الشخصي وتاريخ موطنه الأول.

نساء في الشمس

في هذه الرواية يتناول الروائي إبراهيم عثمونة أحداث جرت في الجنوب الليبي ما بين عامي 1924 ـ1928.

هذه الأحداث تنقلنا إلى منطقة “لبوانيس”، و”سمنو”، و”الزيغن” في هذه المدن الجنوبية كل شيء يجري أشبه (بالفعل ورد الفعل) الذي يسميه العالم الفزيائي إسحاق نيوتن “رد الفعل المساوي”. غير أن أحداث الرواية تصنع ردود فعل وجودية أقوى وليست مساوية، أو ربما لا يجب أن تكون مساوية كي تستمر الحياة.

رواية “نساء في الشمس” تؤرخ لمرحلة ما في ليبيا والجنوب على وجه التحديد. وسيكون لخمسة نساء دور بارز في الرواية.

ويقول إبراهيم عثمونة: أنا لا أكتب لأغيّر العالم والمجتمع بل أكتب لأمتع نفسي بالدرجة الأولى. الكتابة متعة، وما يحصل بعدها من أثر على القارئ والناس أظنه نتيجة غير مقصودة من الكاتب، أو على الأقل نتيجة غير مقصودة بالدرجة الأولى من الكاتب الذي يُشبهني، ولو لم تكن لي في الكتابة متعة لما كتبت.

“ماءان”

الرواية الأولى للشاعر عبد الحفيظ العابد، والتي تجري أحداثها في قرية “تغنيت” في جبل نفوس ثمانينات القرن الماضي.

الرواية تقترب من الواقع الليبي كعادة تصفيح النساء وطقوس الأفراح الليبية وعزف الزكرة والأكل الشعبي كالبازين. أن المكان في الرواية ليس مجرد فضاء تتحرك فيه شخصيات العمل (مبروك ومحجوبة) حيث إن المكان، يؤثر في الشخصيات، وبالتالي الشخصيات تؤثر في صناعة المكان بكل طقوسه وعاداته.

تحاول الرواية أن تفك شفرة التداخل الوجودي بين الماء في الجسد الإنساني وعطش الأرض.

ويقول الروائي عبدالحفيظ العابد إن روايته ماءان، هي “نمذجة للواقع، لكنها ليست صورة مباشرة لهذا الواقع، ذلك أنها تهدف إلى تأسيس واقعها الخاص، ما تطمح الرواية إلى تحقيقه عبر بعض تقنياتها هو إيهام القارئ بحقيقته، أي أنها حادثة قد وقعت بالفعل”.

صندوق الرمل

تتبع الروائية عائشة إبراهيم حكاية صحافي اسمه ساندرو كومباريتي تخرج حديثاً من معهد الصحافة في ميلانو، ليجد نفسه مقاتلاً ضمن الحملة الإيطالية الاستعمارية المتجهة إلى ولاية طرابلس الغرب عام 1911.

ساندرو وقبل تحوله إلى جندي كان مؤمنا بفكرة السلام والموسيقى وحرية الصحافة، لكن استدعته الحكومة للتجنيد العام استعدادا للحرب وهنا تتبدل الأحلام.

أسم رواية “صندوق الرمل” يرمز إلى ليبيا بحسب عبارة قالها السيناتور الإيطالي سيلفاميني، في جلسة للبرلمان الإيطالي، وكانت وقتها القوى السياسية تقود حالة الجدل حول جدوى توجيه حملة عسكرية إلى ليبيا.

وتشير عائشة إبراهيم إلى أن الرواية تتحدث عن نساء ليبيات ذقن ويلات التعذيب والقتل في مستوطنات العقاب الإيطالية، استنادا إلى تقارير باولو فاليرا، الصحافي الوحيد الذي تمكن من زيارة السجناء الليبيين في تلك المستوطنات، وتحدث إلى السجينات قبل أن يختفين إلى الأبد. وتضيف: استغربت كيف تطوى تلك الصفحة البشعة وتختفي ما يزيد على مئتي امرأة ليبية في جزر باردة مهجورة في جريمة ضد الإنسانية، دون أي محاكمة عادلة، ربما لا يمكن تقديم الجناة إلى العدالة ولكن الرواية هي محاكمة أخرى للجناة تتجدد بعدد القراء، كاللعنة تطارد القاتل مع كل قراءة جديدة.

طرابلس داخل أسوار المدينة

يتناول الروائي البدري الشريف المناعي في هذه الرواية الأحداث التاريخية التي حدثت أثناء الفترة القرمانللية، وهي تعرض بالتوازي الكثير من الإسقاطات للأحداث التي تعيشها المدينة اليوم، طرابلس هنا ليست المدينة فقط، ولكنها الرمز لدولة ليبيا المستقلة والتي عاشت لما يقرب من 120 عامًا ككيان ليبي مستقل يضم كل ليبيا بحدودها المتعارف عليها الآن، عاشت هذه المملكة فترة زمنية كدولة مستقلة، لكن بسبب الخلافات والدخول في حروب أهلية ضاعت على الليبيين دولتهم.

شاهد أيضاً

ضبط مركبة محملة بكعك الدونة في ظروف غير صحية

تمكنت دوريات إدارة شؤون المرور والترخيص من ضبط مركبة آلية نوع كيا أوبتيما محملة بكعك …