محمود السوكني
وحدة تراب الوطن ، ولمّ الشمل والحفاظ على تماسك اللحمة الوطنية ، وهموم من في الجنوب تشغل بال من في الشرق بنفس القدر الذي تحظى فيه باهتمام أهل الغرب وبالعكس هذه ثوابت لا نحيد عنها ولا نقبل المساس بها ولا العبث بمضامينها وكل من يختل عنده هذا الإحساس أو ينقص فهو مشكوك في صدق انتمائه لهذه الأرض هكذا وبكل وضوح وجلاء .
على هذا الأساس فإن الليبيين مهما احتدم الصراع بين فرقائهم يظل التشبث بوحدة الوطن والحفاظ على ليبيا وحدة واحدة إيماناً راسخاً لا يتزعزع دونه الموت .. الصديق «طارق الجحاوي» أورد في صفحته في منظومة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) خبراً أثار اهتمام البعض وأنا واحد منهم ، يقول الخبر إن منتخب بنغازي المدرسي لكرة القدم فاز ببطولة ليبيا للمدارس وكان يستعد لتمثيل ليبيا في البطولة المدرسية المقامة في الشقيقة مصر إلا أن ذوي الاختصاص تجاهلوا فوزه وقاموا بإيفاد فريق من طرابلس بدلاً منه ! وهو تصرف أهوج يولد الفتنة ويثير الضغائن ولا يخدم المصلحة العامة بل يؤجج بؤر التوتر ويزيد من حدة الصراع الذي يغذيه دعاة الفتنة وأنصار الفرقة وتقسيم الوطن .. ضمن الردود التي علّقت على الخير المذكور كان ما تفضل به الصديق «عبدالوهاب قرينقو» الذي أورد خبراً أخر في ذات السياق فحواه (فرقة هون للمسرح والتمثيل كانت مرشحة لمهرجان مسرحي في الشقيقة تونس ، استبدلت في أخر لحظة بفرقة أخرى من الخمس !) .. هذه الحركات الصبيانية والتصرفات الفردية تنعكس سلباً على تماسك اللحمة الوطنية وتحدث شرخاً في جدار الوطن يصعب معالجته .. قد لا تكون هذه المشاركات ذات قيمة تذكر لكن آثارها تتجاوز قيمتها وتؤثر سلباً على أواصر الأخوة التي تجمع شتاتنا والتي لم يتبقى لنا غيرها يجمعنا ويوحد صفوفنا .
فلنتقي الله في بلادنا وليعي كل من يسعى إلى فرقتها أننا لن نسكت على فداحة هذا الجرم وأننا ..
رغم العواصف والنوائب والمحن
نحن معاً
وأن أوغلوا في غيّهم وأمعنوا في طيشهم
نحن معاً
حتى وإن تفاخروا بعبثهم
نحن معاً
مهما تفاقم الألم ونكأوا الجراح التي لم تندمل
نحن معاً
وان نكثوا العهد واستمرأو الإساءة
نظل دائماً معاً
فليشهد الله على ثباتنا رغم الخطوب
وإننا أبداً معاً