ليبيا إلى أين..؟! صراعٌ على النفوذ.. والحلُّ مفقود..

مقالات مشابهة

نصاب “فلسطيني” مطالب بمبالغ تجاوزت نصف مليون

‏دقيقتان مضت

الخطوط الليبية تفند ماوصفته بادعاءات منصة واشنطن اي

‏39 دقيقة مضت

مخالفات جسيمة في محال المواد الغذائية بجنزور

‏ساعة واحدة مضت

حنان علي كابو

حالةٌ من الضبابية تسيطر على المشهد السياسي في ليبيا في الآونة الأخيرة، بعد المناداة بالتغيير السياسي 

جراء تفاقم الأحداث وخروج الأمور عن سيطرتها..

اجتماعات تشاورية للجنة العشرين، التي عقدت مؤخرا برعاية البعثة الأممية في ليبيا، أسفرت عن “4” خيارات رئيسة لإنهاء المراحل الانتقالية، وتجاوز الانسداد السياسي، بينها إجراء انتخابات متزامنة، أو تشكيل لجنة حوار سياسي جديدة..

في حين شددت البعثة على ضرورة أن يكون الحل بقيادة ليبية، معلنة بدء مشاورات موسعة تشمل مختلف الأطراف لتعزيز المشاركة الوطنية في صياغة مستقبل البلاد..

الجلوس على طاولة حوار ….

وفي هذا الصدد أوضحت عضو اللجنة “د.جازية شعيتير“، أن الأهمية تكمن في الجلوس على طاولة حوار لكل الفاعلين، ولكل الأجسام السياسية، وترتب الأمور على مرحلتين ،مرحلة قصيرة المدى تهدف لتشكيل حكومة مصغرة نتاج طاولة اتفاق سياسي، أما الهدف بعيد المدى فهو الانتخابات، والاتفاق على دستور شامل للبلاد..

تطلّع للتغيير وجاهزيتهم له..

وعقَّب الكاتب في الشأن السياسي الأستاذ “صالح ابو الخير“، على التطورات الأخيرة بقوله:-

“ربما الاستناد على مخرجات اللجنة الاستشارية بتأييد دولي مؤثر.. لان مقرراتها داخل ومن خلال الاستطلاعات الاولية عقب نشر التقرير، كانت مقبولة لدى الرأي العام الليبي، وحتي أعضاء اللجنة الذين تم اختيارهم، رغم ضبابية الاختيار، لكن لم تكن هناك اعتراضات على أي شخصية، وهذا يعكس تطلّع الليبيين للتغيير وجاهزيتهم له.”..

نُخبٌ عاجزة..

وأضاف:- “أعتقد لو يستمر الحراك الشعبي في طرابلس، ويتم تنظيمه ومأسسته ومشاركة مؤسسات حزبية واهليه غير حكومية، سيطال التغيير مؤسسات وكيانات أبعد من طرابلس.. مجلس النواب مثلا..

واعتقد ان خيار سقوط كل الكيانات، أصبح مطلبا شعبيا داخليا، ودوليا خارجيا.. لان النخبة التي تمثلها هذه المؤسسات، أثبتت عجزها عن إخراج البلاد من ازمة الانقسام والعمل السياسي بالتوازي.. الذي انهك الادارة والميزانية، وأربك الوضع الاقتصادي بشكل كبير جدا..

الحل للخروج من الازمة ؛ إذن اللحظة التاريخية مؤهلة لإحداث التغيير، اذا تم استغلال المحددين : الحراك الشعبي + مخرجات البعثة الاممية ولجنتها الاستشارية، التي ربما تكون مؤهلة للعب دور تأسيسي يعد للمرحلة القادمة.”..

مرحلة استقرار انتقالية رابعة..

ويعتقد “أبو الخير”، أن من العبث التعويل على أي مؤسسة رسمية..

مُضيفاً:- “سواء المجلسين أو الحكومات أو لجنة صياغة مقترح الدستور، وهي التي أثبتت فشلها، ولازالت تتصارع داخليًا حول المسودة المقترحة، التي كتبتها روح مغالبة، ولا يمكن الاعتماد عليها في الانتقال إلى مرحلة استقرار انتقالية رابعة.”..

التعاطي بشكل سريع مع اقتراحات اللجنة الاستشارية..

وفي نفس السياق أشارت عضو اللجنة الاستشارية “د.عبير امنينة”، إلى أن على البعثة أن تبدأ بشكل سريع في التعاطي مع المسارات المختلفة، التي اقترحتها اللجنة الاستشارية كحل للازمة، من خلال محاولات حثيثة للدعوة لحوار سياسي يذهب لتشكيل مجلس تأسيسي، يبث في موضوع دستور جديد، كذلك انتخابات لاحقة مع طبيعة الحال لإنهاء كل الأجسام الموجودة، أو اختيار المفاوضات مع حكومة جديدة، ولايتها قصيرة وجيزة مهمتها إجراء الانتخابات..

أزماتٌ مركَّبة..

ويرى رئيس تحرير صحيفة الحياة “محمد الصريط“، أن الازمة السياسية في ليبيا كبيرة وعميقة ومركبة، حيث تحتوي على العديد من التفاصيل: صراع على السلطة ،وأزمة ثقة، واستحقاقات تنموية واجتماعية، وتوزيع الثروة..

وأهم معضلة هي الأجسام السياسية “من سيحكم ليبيا”، فالمسار السياسي من خلال المعطيات على أرض الواقع، لايتقدم بل يتأخر بخطوات..

ولا يتأتَّى ذلك إلا من خلال الحوار الفعلي المباشر بين القوى المسيطرة، للوصول إلى صيغة أرضية مشتركة لتقليل المسافات بينهم..

وأضاف:- “الأزمة الليبية أصبحت متداولة على المواقع والمنصات الدولية، فعلى الدول الإقليمية التي لها مصالح مشتركة، الضغط على الأجسام السياسية السائدة “العصا والجزرة”، لتساهم في إيجاد حل..

البعثة الاممية انعكاس إرادة بعض الدول، وإذا توحدت الإرادة الدولية سيكون هناك حل.”..

واختتم حديثه بالقول:- “نتمنى ألا تدخل البلاد في دوامة عنف”..

تكرار نفس الأشخاص والتجارب

ترى الكاتبة والمتابعة للاحداث والتطورات احلام الكميشي إن المشهد السياسي الليبي يبدو ضبابيا ومشوشا ، تقول …فلدينا أجسام سياسية منتهية قانونا لكنها تصر وتكافح على البقاء وعدم الخروج من المشهد افراد ومجموعة، ولدينا مجلس أمة ليس بالمعنى الصحيح لأن الاتفاق السياسي في الصخيرات هو ما فرض امر واقع بوجود برلمان ومجلس أعلى للدولة كبديل عن مجلس الأمة بغرفتيه البرلمان والشيوخ

صراعات لاحد لها ….

واضافت …لدينا حكومتين تتقاسمان السلطة التنفيذية شرقا وغربا وجنوبا ولدينا مليشيات قوية وفاعلة على الأرض انضمت في فترات متزامنة او متعاقبة ضمن اطار الدولة ، ولدينا دول وجماعات خارجية متدخلة في الشأن الليبي، ولدينا حروب أهلية نتج عنها عديد الانقسامات الداخلية وتصدعات في النسيج الاجتماعي الليبي ولدينا دول تحاول تصدير مشاكلها لبلادنا أو حل مشاكلها على حسابنا.

عجز حقيقي للديمقراطية …

وفي نفس السياق تواصل قائلة ….

لدينا بعثة أممية بكل مبعوثيها عبر السنوات لكنها عاجزة عن تنفيذ آلية حقيقية لحل المشاكل التي تعوق انطلاق عملية ديمقراطية في مناخ سليم تفضي لانتخابات واقامة دولة مدنية مؤسسة على دستور يلبي طموح كل الليبيين، ولدينا وسائل إعلام تتحدث في الشأن الليبي وتستضيف اشخاص تسميهم محللين بينما أغلبهم بعيدون عن مهنية التحليل ويتحدثون وفق آراء شخصية ليست مبنية على معلومات وبيانات وهذا يشوش على وعي الرأي العام ويسوقه نحو خيارات خطأ تزيد من تعميق الأزمة الليبية.

حسابات الولاء …

وتتابع …

لدينا إصرار عجيب على اعادة تدوير نفس الاشخاص ونفس الأفكار وتكرار نفس التجارب وأمل غريب في أن النتيجة ستكون مختلفة، لدينا هروب نحو الأمام واصرار غير مفهوم على عدم التصالح مع النفس ومع التاريخ ومع التوصيف الحقيقي لكل سلوك، ورغبة في الاستمرار في الحكم على الأمور بمعايير مزدوجة وحشد الطاقات بحسابات الولاء وليس الكفاءة.

ولدينا خطة دولية لتسوية العراك الأمريكي الروسي في شمال أفريقيا وفق ميزان القوة والمصالح وهو أمر متوقع منذ التسوية السورية والتغييرات في أفريقيا ودول الساحل والتمدد الصهيوني على حساب حماس وحزب الله في الشرق الأوسط، هناك صناعة جديدة للمشهد السياسي والجغرافي العالمي ككل ونحن جزء مهم منها وبموجبه ستتغير منظومة الأحلاف والأعداء فالسياسة أصلا هي فن إدارة المصالح بعيدا عن العواطف الشعبوية.