منصة الصباح

لوفر ليبيا

عبد الرزاق الداهش

العاملون في متحف السرايا، أو المتحف الوطني، يستحقون أكثر من التوسيم، وبأرفع الأوسمة.

ليس فقط لأنهم يعملون أكثر من 25 ساعة في اليوم ليكون المتحف،جاهزًا كتحفة قبل بداية أبريل.

وليس فقط لما يوفره المتحف من رحلة عبر تاريخ ليبيا، وكأن من لا يزوره لم يزر ليبيا.

لقد قامت أسرة المتحف بإخفاء كل محتوياته من قطع أثرية وكنوز تاريخية، كي تكون متاحة لنا اليوم.

ففي وقت كان البعض يضحّون بالوطن من أجل أنفسهم، ضحّى هؤلاء بأنفسهم من أجل الوطن.

وفي وقت كان البعض يرون البلاد مغنمًا، كان هؤلاء يرونها مغرمًا، ومغرمًا فقط.

كان الكثير منا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفًا، حيث تستدرجهم ذاكرة ما حدث في متحف بغداد ومهرجان النهب.

وكانت الحقيقة تستحضر ذاكرة متحف فيينا، وكيف أخفى أهل العاصمة النمساوية كل محتوياته،

وكان ذلك قبل أن تصل أحذية النازيين إلى أرصفة المدينة.

وبعد هزيمة الفوهرر، أعادوا كل شيء إلى متحفهم، بما في ذلك قطعة كان جندي ألماني قد اختلسها من ليبيا.

قصصٌ يمكن أن تُدرَّس للصغار ضمن مادة التربية الوطنية، بديلًا عن الكثير من الحشو الزائد.

والسؤال هل المتحف الوطني في ليبيا، أم أن ليبيا في المتحف الوطني.

شاهد أيضاً

البترودراما!

عبدالرزاق الداهش مئة مليون دولار تم ضخها لإنتاج مسلسل معاوية، وربما يكون الرقم أكبر بكثير. …