بلا ضفاف
عبدالرزاق الداهش
الدكتور صلاح الفتحلي من كبار أطباء الجراحة في ليبيا، وقد أجرى الاخصائي مئات الجراحات الناجحة.
وهو صديق لطيف، ومثقف، وكفاءة عالية، وكم احزنتني مأساته التي هزت المنطقة.
تعرض أبنه للقتل الشنيع بعد واقعة اختطاف، رغم الفدية الكبيرة، التي دفعها الدكتور مقابل حرية أبنه المغدور.
فاتت أعوام ولم اتقابل مع الدكتور والصديق صلاح، ولا أدري كيف خرج من تلك الحادثة الصادمة؟
يسجل للدكتور صلاح جهوده الاستثنائية، وما خاضه من معارك في تأسيس المعهد القومي للأورام بمدينة صبراته.
مساحة المعامل، والمختبرات بهذا المستشفى الكبير تزيد عن مساحة مستشفى للأورام بتونس، ممن ترسل لهم دولة ليبيا مرضى الأورام.
كان الدكتور طموحًا، وكان دائما يفكر خارج الموجود، أو خارج الصندوق.
وضع آلية متابعة لمرضى الأورام عن بعد، قبل فتوحات الانترنت، وخصص لهم سيارة طوارئ تحت الطلب.
كلمة التحليل غير متوفر لم يكن لها وجود، ولا أحد يضع علامة أكس على روشيتة لدواء واحد بما في ذلك حقن الكيماوي.
كان المستشفى العام بالنسبة أفضل من مصحته الخاصة، حتى عندما خيروها بين إدارة المستشفى، وبين مصحته الخاصة، أغلق مصحته.
الدكتور صلاح ترك الجراحة، ربما ليأخذ نصيبه بعيدا عن الروب الأخضر، ولكن لا يمكن أن يترك صلاح الانسان.
تذكرته اليوم وأحد الاطباء قد قال لمريضه في عيادته الخاصة: ابتعد عن تمزريط المستشفيات العامة لو أنك تريد العلاج.
وللعلم فإن هذا الطبيب هو مدير مستشفى التمزريط العام.
مشكلة المريض فاتورة العلاج أصعب له من المرض، ولهذا رضيا بالتمزريط، ولكن التمزريط لم يرض به.