بوضــوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
عدد سكان مصر اليوم أزيد من مئة مليون، وبعد عشرة أعوام، سوف يلامس الرقم، المئة وخمسين مليونا.
ثقل سكاني على نوافذ ليبية الشرقية، يجب أن نتعامل معه بذهنية الدولة، حتى وإن كان الحاكم المصري يتعامل بعقلية النظام.
نتمنى لمصر، أو على مصر التي تشكل أكثر من ربع سكان العالم العربي، أن تكون نموذجا يحتذى للديمقراطية في المنطقة، ونموذجا يحتذى للحريات، والحكم الرشيد، والتقدم، والحداثة.
ولكن في النهاية لا يهمنا من يحكم شرق بوابة مساعد، نظام عسكرتيريا، أو عسكر سوسة عبد الفتاح السيسي، أو أحمد عدوية.
وفي تقديرنا أن معركة مصر في الفيوم، وصوهاج، واسيوط، ومقابر قاهرة المعز، وليس في طرابلس.
وفي تقديرنا أن جبهة الرئيس المصري التي ينبغي أن يستعرض فيها، الفقر، فهناك أكثر من ثمانية ملايين مصري يسكنون في جمهورية المقابر، وهو رقم يتجاوز عدد سكان ليبيا.
وغير الفقر هناك المرض حيث لا تجد ملايين العائلات ما تستقوي به على الوباء الكبدي إلا الدعاء لله، زد على ذلك أمية القراءة والكتابة في القرن الواحد والعشرين.
هذه هي المعارك الواجبة للحكومة المصرية، أم القبض حتى على البابا شنودة بتهمة الإنتماء الجماعة الإخوان، هذا ليس الأمن المائي لمصر، ولا الأمن الغذائي، ولا أمن الدولة.
مصر التي كانت في مطلع ستينات القرن الماضي تحقق ناتجا قوميا يفوق كوريا الجنوبية، والشمالية مجتمعتين، اليوم لا يساوي الناتج القومي في مصر ربع أو حتى سدس الناتج القومي لكوريا الجنوبية.
مصر محتاجة إلى الانتقال من مرحلة النظام إلى مرحلة الدولة، من مرحلة التهريج، والزحن دحن بوه، إلى مرحلة المسؤولية السياسي، والرؤية البعيدة.