بوضوح
بقلم : عبد الرزاق الداهش
عبر احد البرامج الإعلانية، كان مقدم البرنامج يسأل المواطن عن أمنيته في الحياة، وقد تعهد بتحقيقها، فرد الرجل وبشكل تلقائي: نتمنى أن نسكن في طرابلس.
لم يقل اريد أن أصبح مليونيرا، لأن المال حتى في الغربة وطن، أم الفقر في الوطن غربة كما يرى الكثيرون.
لم يقل أنه يتمنى أن يكون لاجئا سياسيا في تورنتو، أو أستوكهولم، أو جزر الخالدات، ويغلق ذاكرته بالشمع الأحمر.
الرجل رغم مشكلة انقطاع امدادات المياه عن المدينة بصورة متكررة، قال طرابلس.
والرجل رغم طرح احمال الكهرباء، لساعات طويلة على أحياء المدينة، قال طرابلس.
والرجل رغم الحرب على المدينة، التي ينام سكانها على أصوات الصواريخ، ويصحون عليها، قال طرابلس.
مقدم البرنامج لم يسأل لماذا طرابلس، وليس باريس، أو لندن، أو حتى فاليتا؟
هل لأن طرابلس هي المدينة الوحيدة المضادة للغربة، والتي لا تسأل أيا من سكانها، عن أصله، أو فصله؟
هل لأن طرابلس هي المدينة الوحيدة التي نشم فيها قيم ما بعد البدونة؟
هل لأن طرابلس هي المدينة الوحيدة التي نجد فيها ليبيا التي نريدها للجميع وبالجميع؟
الرجل كان يحب طرابلس في ليبيا، وأكثر من ذلك ليبيا في طرابلس، ولهذا فهو مستعد أن يضحي من أجلها، لا أن يضحي بها من اجله.