منصة الصباح

لماذا جوليا؟

بوضوح

بقلم : عبدالرزاق الداهش

يقول دوسیه «جوليا نشوات»، أنها امرأة من أصول أردنية، ومن إحدى عشائر السلط في الأردن.. والد «جولیا»، وفقا لتاريخ العائلة، أردني، كما أن والدتها أردنية، ونستطيع أن نقول أنها أردنية أبا عن جد.

أكثر من ذلك فإن «جولیا» تتكلم اللغة العربية بطلاقة، بل وماتزال تتواصل مع الأقرباء في الأردن.

إذن لماذا يسمى الرئيس الأمريكي ترامب، السيدة «جولیانشوات» لموقع مستشارة الأمن الداخلي؟

فالمرأة أردنية، ومن أبوين أردنيين، زائد أنها مازالت تتكلم العربية، وتتواصل مع أبناء عشيرتها في السلط.

موقع مستشار الأمن الداخلي حساس، وعادة ما يكون حكرا على الرجال، فكيف يقدم رئيس أعظم دولة في العالم، وفي التاريخ، على تعيين امرأة لهذا الموقع، ومن أصول عربية حتى.

«جوليا نشيوات» تحمل درجة الماجستير في الدراسات الأمنية من جامعة جورج تاون الأمريكية، ودرجة الدكتوراة من معهد طوكيو للتكنولوجيا في اليابان.

كما عملت جوليا ضابطة استخبارات سابقة بالجيش الأمريكي، وتوجهت إلى أفغانستان والعراق، خلال فترة عملها كضابطة.

هناك ملايين الرجال، والضباط في الجيش الأمريكي، كان بإمكان ترامب أن يختار أيا منهم لهذا المنصب الأمني المهم

ولكن هؤلاء الملايين، بما فيهم ضباط أمن ليسوا بكفاءة جوليا، والتي في الحقيقة هي مواطنة أمريكية

ففي دولة المواطنة أصحاب الكفاءة هم أصحاب الثقة، وليس أصحاب الثقة هم أصحاب الكفاءة.

و«جولیا» هي مواطنة أمريكية، تدفع الضرائب للحكومة الأمريكية، وتحمل السلاح للدفاع عن أمريكا على بعد آلاف الكيلومترات من حدود الولايات المتحدة.

ولا أحد يقول «لجوليا» أنت «متجنسية»، أو «عائدة» أو «غير أصيلة».

ولهذا لن يكون هناك تقدم، واستثمار للقدرات، والاستفادة من ثروة التراكم المعرفي إلا يتعزيز قيم المواطنة.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …