منصة الصباح
مفتاح قناو
مفتاح قناو

للصبر حدود 

للصبر حدود

مفتاح قناو

كما هو متوقع دائما يكون لصبر الإنسان حدود معينة، وصبر أهل فلسطين قد فاق صبر أيوب عليه السلام، فالظلم والاضطهاد والممارسات العنصرية مستمرة منذ سنوات طويلة من طرف الغازي الصهيوني المحتل، والخوف من الآلة العسكرية الصهيونية الجبارة يلجم ليس فقط الشعب الأعزل في فلسطين، بل يلجم حكومات الدول المحيطة بفلسطين.

ولكن منذ يومين بدأ الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة جولة جهادية جديدة ضد المستعمر الصهيوني المحتل، حيث اقتحم أفراد عسكريين مدربين بشكل جيد وبإمكانيات عسكرية بسيطة مدن ومعسكرات دولة العصابات الصهيونية، وقد فر من أمامهم جنود الاحتلال مذعورين من هول المفاجأة، وتركوا من ورائهم كل شيء بل إن العشرات منهم قد وقعوا في الأسر، وعاد بهم الأبطال إلى داخل قطاع غزة.

هذا التغيير الدراماتيكي هو تطور طبيعي في طبيعة الحروب، عندما يطول أمد الاحتلال، وقد شاهدناه سابقا بوضوح في حرب فيتنام، أو حرب أفغانستان أو غيرها من الحروب، فمهما كانت القوة الغاشمة التي يمتلكها المحتل إلا أن إيمان الشعب صاحب الأرض المحتلة بعدالة قضيته يتفوق مع مرور الزمن على القوة الغاشمة المحتلة مهما امتلكت من ترسانة أسلحة.

نترقب الأيام القادمة وندعو الله أن يساعد المقاومين في غزة وكامل الأرض المحتلة على استعادة حقوقهم بفرض إرادتهم على العدو الغاصب الذي تعينه كل القوى العظمى بمجلس أمنهم الدولي.

السؤال الهام الذي يُطرح وننتظر إجابته بكل لهفة وترقب، هل ستفلح المقاومة الفلسطينية في فرض واقع جديد في معادلة الشرق الأوسط التي كان يهيمن عليها العدو الصهيوني فيما سبق ؟ وهل أعدت المقاومة الفلسطينية نفسها للمعركة بشكل جيد ؟.

نحن ندرك بأن الضغط يولد الانفجار، وأن استمرار ضغط الصهاينة على الفلسطينيين سيكون له رد فعل كبير، لكننا في ذات الوقت نأمل أن تكون المقاومة قد أعدت نفسها بشكل جيد، وأنها تعرف النتائج المستقبلية لتحركها الحالي، وأنها قد أعدت لكل شيء حسابه.

المجد للمقاومين والخلود للشهداء.

شاهد أيضاً

منظمة الصحة العالمية: غزة تواجه أزمة إنسانية خطيرة

  كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الأحد، أنه “مع استمرار …