تمثل الكراسي شعارا للسلطة والهيبة والعلو والاستعلاء حتى وإن كانت مصنوعة من الخشب الرديء .
ويقال أن الكراسي في المنام تدل على المنفعة التي تحصل عليها الزوجة من زوجها أي أنها مرتبطة بفعل المصلحة .
ويرى ابن سيرين أن الكرسي يشير إلى المكانة المرموقة أو المنصب المهم.
في عيد الطفل أو في نهاية العام الدراسي تكون لعبة الكراسي ضمن الألعاب الأساسية التي يمارسها الاطفال بتوجيه من معلمي المدرسة .بحيث يكون عدد المتسابقين أكثر من عدد الكراسي مما يعني أن الحصول على كرسي أثناء توقف عملية الدوران يحتاج إلى جهد وذكاء وسرعة تصرف لإقصاء الأخر من الجلوس .
لا استطيع الجزم بأن هذه اللعبة هي موروث ثقافي أم فكرة استعمارية دخيلة للجوء للعنف لتحقيق غاية .
في الاحتفالات الرسمية ايضا عادة مايوجد شريط يحجز بعض الكراسي المخصصة لكبار الشخصيات تبقى شاغرة إلى نهاية الحفل وإن تأكد عدم حضور الضيوف الكبار
لعنة الكراسي تطاردنا في كل مكان حتى أنهم تفننوا في صناعتها وأنواعها من كراسي مصنوعة من اللدائن إلى كراسي مصنوعة من خشب الأبنوس .كراسي دوارة وهزازة وأخرى من الجلد الطبيعي وعادة ما يكون بعضها له مسند ظهر فخم ومرتفع بحيث لا تستطيع رؤية الرأس الجالس عليه عندما تكون زاوية الرؤية من خلف الكرسي .
القذافي كان يستخدم كرسي مصنوع من اللدائن أثناء استقباله للرؤساء واصحاب المعالي والسمو ليس لأنه متواضع إلى هذا الحد بل كان يرى أنه لاحاجة للكرسي الفخم لتأكيد زعامته ونجوميته وجبروته .
النخب المثقفة لم تسلم هي الأخرى من مطاردة حلم الكراسي الأمامية في الأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية و السياسية التي تتحدث عن التداول السلمي للسلطة .
إذ من غير المقبول أن يقبل ذاك الكاتب الكبير أو الشخصية السياسية المرموقة أن يجلس في الكراسي الخلفية وإن حضر متأخرا وربما يفضل الانسحاب والمغادرة لو حدث له ذلك ولم يستطع المنظمون توفير كرسي إضافي في الصف الأمامي .
حتى المساجد لم تعد الكراسي فيها للمرضى وكبار السن بل يستخدمها الجميع بداعي المرض لما تمثله من وجاهة لمراقبة المصلين من اعلى نقطة.
عندما صدح لطفي بوشناق بأغنيته الوطنية .
خوذوا الكراسي والمناصب .بس خلولي الوطن كان هو ذاته يجلس على كرسي في اعلى نقطة من مسرح قرطاج .
في العمل السياسي لا توجد أزمة كراسي فقد نفذت جميعها للأقارب واصحاب الحضوة غير أن الأزمة في العقول التي تجلس عليها .
مائتا كرسي في مجلس النواب ومثلها في مجلس الدولة ومائة أخرى للحكومتين الوطنية والليبية ومع ذلك فإن الأزمة السياسية لم تحل .
الشعب لا يجلس على الكراسي أمام المصارف بل يستخدم الطوب الأسمنتي وكذلك عمال النظافة ورجال الشرطة والكهرباء وحرس الحدود وعمال النفط في الصحراء .
جميعهم تركوا لكم الكراسي لتسيير أمور الدولة لكنكم استخدمتموها للوجاهة ولدمار البلد .
……….سالم البرغوتي