أفادت دراسة بريطانية حديثة بإمكانية توظيف التقنية المستخدمة في لقاحات «كوفيد-19» لتقليل الإعاقات المزمنة التي تصيب آلاف الأشخاص سنوياً نتيجة لدغات الثعابين، وفق ما ذكرته مجلة «نيوزويك».
الدراسة، الصادرة عن جامعة «ريدينغ»، وجدت أن تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) قد تشكّل أساساً لعلاج مبتكر يمنع تلف العضلات الناجم عن السموم، ويعالج المضاعفات التي تستمر حتى بعد استخدام مضادات السموم التقليدية.
وتتركز التجارب الأولية على سمّ أفعى «التيرسيوبيلو»، المنتشرة في أميركا الوسطى والجنوبية والمعروفة بتسببها في إصابات عضلية خطرة. ويأمل الباحثون في تطوير منصة علاجية أوسع تستهدف سموم أنواع متعددة من الثعابين.
وأوضح ساكثي فيابوري، أستاذ علم الأدوية القلبية والسموم بالجامعة، أن الفريق طوّر جزيئات «mRNA» تحفّز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تستهدف مادة سامة محددة، بعد تغليفها بـ«جسيمات دهنية نانوية» لضمان وصولها إلى الخلايا. وأظهرت التجارب المخبرية وعلى الفئران أن العلاج منع تلف العضلات لمدة تصل إلى 48 ساعة قبل التعرّض للسم.
ورغم فاعلية مضادات السموم الحالية، فإنها لا تصل بسهولة إلى أنسجة العضلات المتضررة في موقع اللدغة، وهي الفجوة التي قد يسدّها هذا النهج الجديد. كما يشير الباحثون إلى أن الأجسام المضادة الناتجة يمكن أن تتفاعل مع سموم مشابهة لدى أنواع أخرى من الأفاعي، ما يمهّد لتطوير «خليط mRNA» يوفر حماية أوسع.
وفي سياق متصل، يرى أندرياس لاوستسن، أستاذ التكنولوجيا الحيوية والطب الحيوي بجامعة الدنمارك التقنية، أن التقنية قد تفيد أيضاً في التعامل مع سموم أخرى تُحدث أضراراً تراكمية، مثل بعض أنواع العدوى البكتيرية.
وبينما تبدو النتائج واعدة، لا يزال أمام التقنية تحديات تشمل الحاجة إلى وقت لتكوّن الأجسام المضادة، وصعوبات تخزين العلاج في المناطق النائية التي تفتقر إلى سلاسل تبريد، إضافة إلى أن النسخة التجريبية تستهدف سماً واحداً فقط.
ومع ذلك، يؤكد الفريق أن التقدم السريع في تقنيات «mRNA» قد يمثل تحولاً جذرياً في علاج لدغات الثعابين، المصنّفة كإحدى أكثر المشكلات الصحية المُهمَلة عالمياً.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية