منصة الصباح
الحياة الخفية للكاتب: كيف يكتبون الرواية؟

الحياة الخفية للكاتب: كيف يكتبون الرواية؟

إعداد: حنان علي كابو

ما الذي يحدث خلف الجمل المكتوبة؟

كيف يعيش الكاتب لحظة الخلق الأدبي؟

وما الذي يُشعل أول سطر في رواية قد تغيّر مسار الأدب؟

يحاول كتاب “طقوس الكتابة: كيف يكتبون الرواية؟”، من جمع وإعداد وترجمة الدكتور محمد قصيبات، الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال الغوص في الحياة الخفية للكاتب؛ تلك التي لا يراها القارئ، لكنها تسكن كل صفحة وكل سطر.

الكتاب، الصادر عن دار خيال للنشر والتوزيع، جاء في 75 صفحة من القطع المتوسط، وضمّ تأملات وترجمات مختارة لتجارب عدد من الروائيين العالميين، كاشفًا عن العادات، الأوقات، الطقوس، والأزمات النفسية التي تحيط بالفعل الإبداعي.

من أين تبدأ الرواية؟

هل تبدأ الرواية من فكرة؟ من عقدة درامية؟ من شخصية؟

يرى بعض الروائيين أن الكتابة نفسها تولّد الفكرة، كما هو الحال عند ألبرتو موراڤيا، بينما يعتمد هينري جيمس على رسم الجو النفسي بدقة قبل أن يباشر الكتابة، محددًا معالم الشخصيات وبنية العمل.

هيمنغواي… نموذج الصرامة

يشكّل إرنست هيمنغواي محورًا مهمًا في الكتاب، بوصفه نموذجًا فريدًا في طقوسه. فقد اعتاد الكتابة واقفًا، مؤمنًا بأن الجسد والكتابة يجب أن يتحركا معًا. لكنه رغم ذلك، كان يمرّ بفترات اضطراب نفسي معقّدة، ما يجعل لحظة البدء بالنسبة له فعلًا شديد الخصوصية.

لحظة البدء… أصعب الأسئلة

يتساءل الكتاب: هل تكفي الموهبة لبدء الرواية؟

الجواب ليس بسيطًا. فبعض الكتّاب يجد في جلوسه أمام الآلة الكاتبة لحظة انطلاق، بينما يعاني آخرون من شلل البداية. فالكاتب الأمريكي جيمس جونر مثلًا، كان يجد صعوبة دائمة في بدء أي نص، حتى مع وجود الفكرة والمصادر.

زمن الكتابة… صباحًا، ليلًا، أم ظهيرة؟

تتفاوت تفضيلات الكتّاب في توقيت الكتابة:

الصباح كان الوقت المثالي لـ أنتوني ترولو.

دوستويفسكي وميلر فضّلا الليل بكل ما يحمله من عزلة وسكون.

أما الظهيرة، فقد رآها أنطوني برجس وفلويير لحظة ينفلت فيها العقل الباطن ويشتعل الخيال.

العمل والإبداع… صراع أم توازن؟

يرى” هيمنغواي “أن العمل اليومي يشكل خطرًا على الإبداع، إذ يبدد طاقة الكاتب. في حين يعتبر “فلاديمير ” أن العمل يُؤمن الاستقرار، ويوفر وقتًا مركزًا للكتابة، ويقرّب الكاتب من أدواته المعرفية.

من وصايا الكتّاب:

اقرأ كثيرًا، فالقراءة تعلّمك وزن الكلمة ومكانها.

اكتب ما تعرفه، واغرف من طفولتك، فكل ما تتذكره من الطفولة يمكن أن يتحول إلى أدب راقٍ.

امزج الواقع بالسحر، وكن صادقًا حتى في خيالك.

لا تبدأ من أجل أن تُعجب، بل لأن هناك شيئًا يجب أن يُقال.

تذكّر أن النشر يعني فقدان جزء من حريتك: الكلمة بعد خروجها تصبح ملكًا للقارئ.

الكتابة كحياة داخل الحياة

في النهاية، لا يقدّم “طقوس الكتابة” أجوبة جاهزة، بل يُنصت إلى الكتّاب في لحظاتهم الصامتة، في تلك الحياة الخفية التي يعيشونها مع الكتابة، حيث تتكثّف اللغة وتتشكل العوالم، وتولد الروايات من مناطق غير مرئية، لكنها شديدة التأثير.

شاهد أيضاً

ليبيا تتسلم رسميًا رئاسة مجلس وزراء البيئة الأفارقة

ليبيا تتسلم رسميًا رئاسة مجلس وزراء البيئة الأفارقة

تسلّمت ليبيا، ممثلةً بوزير البيئة الدكتور إبراهيم العربي منير، رئاسة الدورة العشرين لمجلس وزراء البيئة …