م ـ غ:
لدى تنظيم الدولة نوعان من عقود الزواج عقود خاصة بأفراد التنظيم وأخرى للعوام
ع ـ م ـ ع :
سائق تاكسي أوقفته سيارة الحسبة ومعه بمقعد السيارة الخلفي امرأة سودانية فجرجروه إلى مقرهم وخيروه بين الزواج منها أو الجلد
معتقلة من قبل داعش :
بعـد أن اقتحموا البيت سألوا عن أخي .. قاموا بضربي وسألوا أين السجائر التي يبيعها .. فتشوا المـنزل واخـذونى رهينة .
أحمد عمار :
تم اعتقالي بتهمة التدخين والشخص التونسى الذى يحقق قال لي أننى أريد أن أستر على أختك وأتزوجها .
ا ـ س قالت:
قاموا بتحديد طول واتساع بنطلونات الرجال ومصادرة منازل وممتلكات من لم يمتثل لأفكارهم واعتبروه من أعداء الله .
أكثر من 500 يوم تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش”
كيف عاش أهالى سرت تلك الأيام؟ كيف كانت تمر عليهم الساعات؟
ماذا يعني تنظيم الدولة الإسلامية الذي تعايش معه الناس خلال تلك الأيام التي أصعب من صعبة؟
كيف يتدبر المواطن في مدينة تنظيم الدولة الإسلامية متطلباته الحياتية؟
كيف تسجل المواليد و كيف تبرم عقود الزواج؟ ماذا عن الدراسة عن المقاهي .. عن ملاعب كرة القدم؟
كيف ينام الناس في بيوتهم، كيف يتجولون في الشارع؟
من هم عناصر تنظيم الدولة؟ من أين خرجوا قبل أن نسأل ماذا يريدون؟
أسئلة كثيرة يجيب عليها أهل سرت الذين لم تفارق ذاكرتهم تلك الأيام العسيرة في المدينة التي كانت منكوبة.
( الصباح ترصد شهادات حية عن تلك الأيام )
من هذا البراح سننقل لقرائنا وكافة المنظمات الدولية والإنسانية: طبيعة وحياة آهالي هذه المدينة .. وما تكبده أهلها من ويلات وتداعيات، جرّاء ما أقترفه تنظيم الدولة الإسلامية بهم.
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام .. هذا المركب الذي تمحورت كينونته بمسمى (داعش) .. تسلل وفي جانحة الظلام، أواخر العام 2014 .. لمدينة سرت جاثماً على صدرها، وبإرهاب غير مسبوق .. ليعلن على الملأ تنظيمه الإرهابي وولائه ومبايعته لأميرهم وكبيرهم الذي علمهم السحر (أبوبكر البغدادي) .. مستبيحاً على ثرى هذه المدينة الأجساد والأنفس، والممتلكات والمقدرات الخاصة قبل العامة .. ليصير الفرح حزناً وألماً .. وليصبح الشاطئ الجميل، الممتزج غروبه بلون الذهب، مضرجاً بدماء شباب ورجال ليبيين وعرب وعجم.
داعش جاء بأجندات وأيدولوجيات دولية خارجية، ليمزق النسيج الاجتماعي في سرت زارعاً للفتن بين أهالي المدينة وعشائرها .. حاكماً فيها بحد السيف، وقوة السلاح المتطور .. منتهكاً بذلك الحجر والشجر والعِرض ..
تغلغل داعش في سرت وضواحيها بعدما أرعب الأهالي وبث الخوف في قلوب الآمنين آنذاك، معلناً وفي وقت قياسي إمارته المسماة ((ولاية طرابلس)) والتي رسموا معالم حدودها الجغرافية، بدءاً ببلدة النوفلية 130 كيلو متر شرق سرت، إلى آخر الحدود الليبية غرباً .. إذ أضحت المدينة في ذاك الوقت رهينة الخوف والرعب جراء أعمال العنف والتصليب والذبح وقطع الرؤوس البشرية المسلمة وغيرها جهاراً نهاراً، من أهلها وقاطنيها من المغتربين ..
خَيّم اليأس على القلوب وأُغلقت كافة المؤسسات العاملة في المدينة .. شحّت الأغذية ومستلزمات الأطفال .. انتهى وقود السيارات وانقطعت الكهرباء، ونفذ غاز الطهي .. الجامعة تفرق أساتذتها وطُلابها بعدما أغلق التنظيم بعض أقسام كلياتها من «القانون .. الفلسفة .. والإعلام وغيره» وطالت أيادي الغدر من طالت من أساتذتها وأطبائها .. المدارس عُطلت وفُرِضت مناهج التنظيم لتعليم أشبال وزهرات قاطني سرت المنهج الخارجي «منهج الخوارج» .. وابتدأت رحلة المواجهة والتهجير للكثيرين من سكانها، ولِما يقارب العام والنصف وما يزيد .. جَنّد التنظيم خلالها من جَنّد، من العمالة الوافدة إلى المدينة لطلب لقمة العيش، كما جَنّد القَلة القليلة من المغرر بهم من أبناءها، وبايع من بايع من المنتمون السابقون لما يُعرف بــــــ»أنصار الشريعة» من سرت وغيرهم من مختلف ربوع الوطن ..
كانت هنالك تداعيات جمّة من قِبل التنظيم .. آلت بمقتضاها إلى مرحلة الصِدام المباشر معهم من قِبل الأهالي الذين أرادوا الذود عن العِرض والكرامة ورفضوا استباحة دماء المسلمين، من أهل السنة والسلف الصالح، وعناصر الجيش والضباط الذين لم يستتابوا ويرضخوا لأحكامهم واجنداتهم، وكذلك العاملون على حماية العديد من المؤسسات النفطية وغيرها، أيضاً الإعلاميون وعاملوا المصارف، وما أكثر المؤسسات التي طالبوا القائمين عليها بالإستتابة .. لكن سرعان ما وأدت هذه الصدامات في حينها، نظراً لعدم توازن القوة وقلة الإمدادات بالأسلحة والذخائر لدى الأهالي، زد على ذلك جاهزية التنظيم في العتاد والفكر الدموي الذي يحمله، وكذلك الأسلحة المتطورة التي يقتنيها جنده .. فسقط عشرات القتلى من أبناء المدينة، وازدادت الأحداث الانتقامية وقعاً ودمــوية عــلى كـــل من له أي علاقة بأي أحـــد مـن المطـلوبين وأهـاليـهـم لـدى التنــظيم ..
بعد مضي شهور من سيطرة داعش على سرت وبكامل أطرافها، هذه الشهور التي تساوي أعواماً وسنون في نفوس من بقي يقطنها من أهالي سرت، وذلك نظراً لظنك الحياة لديهم، وعدم القدرة على تحمل أعباء الإيجار والخروج من المدينة وبدون أي أثاث او أي متاع من متطلبات الأسرة، لأن داعش واجه الناس بقوة السلاح ومنعهم من الخروج من سرت، وبالأخص من يحملون متاعهم ومستلزماتهم معهم ..
حاول داعش في أواخر مراحل طغيانه بسط نفوذه على بلدات أخرى من ضواحي سرت، وقد وصلت أطماعه وأهدافه ورغباته في السيطرة على مدن كاملة بحسب دعواهم واجنداتهم ..
لأجل ذلك .. جاءت ساعة الحسم .. فتنادى أبناء الوطن ومن مختلف ربوع ليبيا لأجل القضاء على ذاك المرض الذي كاد أن يستشرى فيها ويفتك بها .. فقد كان ذلك في ملحمة كُبرى كانت الأروع من نوعها .. تجسّدت فيها الُلحّمة الوطنية الليبية .. فكانت عملية «البنيان المرصوص».• الأحوال الشخصية والمدنية إبان حكم داعش…
باعتبار موضوع الزواج والطلاق والمكاتبات جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية .. فخلال تلك الحقبة الغابرة عبثت (داعش) ببعض العقود والأحكام دون الرجوع لقانون الأحوال الشخصية الليبي ..
لذلك أتجهنا مباشرة للأستاذ «م . غ « الذي تنفس الصعداء بمقابلتنا له، ليجد من خلالها ما يفضفض به حول هذا الموضوع الشائك جداً في نظره ، عن بعض القضايا العالقة .. حيث أفضى قائلا : سأبدأ مباشرة معكم بأهم المواضيع التي أنهكت العديد من النفوس .. فقد كان في تلك الحقبة .. أي لدى تنظيم الدولة نوعان من عقود الزواج .. عقد خاص بزواج أفراد التنظيم في بعضهم البعض .. وآخر خاص بزواج العوام من أهالي المدينة .. الفرق بين كليهما في مؤخر الصداق ، فالعقد الأول يسقط المؤخر الذي في ذمة الزوج بمجرد وفاته ، أي مجرد ما يموت الزوج فليس لدى الزوجة أو الارملة أي حق في المطالبة بصداقها .
وفيما يتعلق بعقد العوام .. أي السائد لدينا الآن والمتعارف عليه ، فإن الصداق لا يسقط بمضي الزمن حتى يستوفى .
وللأسف أقولها أنه خلال فترة احتلال التنظيم لسرت تم توثيق بعض العقود وحالات الزواج لأفراد التنظيم سواء ليبيين أو غير ذلك من بعض فتيات المدينة وممن وفد إليها من المغتربات، ممن تزوجن منهم على أساس أنهم رجال ملتزمون لا غير ، وبعد أن تورطن في ذاك الزواج أكتشفن أنهن زوجات (دواعش) وليس بامكانهن التنصل من ذلك ، وحقيقة أن هؤلاء الازواج في الوقت الراهن هم في عداد المفقودين أو الموتى .. فإما أن يكونوا فارين ومختفين إلى هذا الوقت، وقد يكونوا من المغتربين العرب أو الأجانب، وربما يكونوا قد قُتلوا أثناء حرب البنيان المرصوص .. كل ذلك يترتب عليه أن : الزوجة أو الأرملة ليس بإمكانها الزواج، كما أنه ليس بإمكانها الاستفادة من خدمات الدولة، كالضمان الاجتماعي على سبيل المثال، لأنه ليس لديها أي إجراءات قانونية تثبت صحة زواجها أمام المحاكم والقضاء ..
الجانب الآخر ونظراً للفراغ القانوني والأمني الذي خلقه التنظيم اضطر بعض الناس في ظل إغلاق المحاكم والنيابات ومراكز الشرطة، ولطبيعة تشابك المصالح والاختلاف فيما بينهم إلى اللجوء للتنظيم في حل أغلب المنازعات والقضايا الاجتماعية والقانونية والشرعية، كالحضانة والنفقة أو أي حق من الحقوق .. وبالمقابل كان التنظيم يفرض قوانينه ويطبقها على الناس ..
وحقيقة بالنسبة للقائمين على التنظيم وفي سرت تحديداً لم يكونوا مقتنعين بشيء إسمه ((توثيق شرعي)) عن طريق المحاكم، فذلك يرونه ((كفرٌ بواح)) ويعتبرون أن هذه المحاكم لا أساس لها .. ويروا أن العقود أو الصداق أو النكاح هو ((إيجاب وقبول وصداق وشاهدين وولي وصيغة لا أكثر من ذلك)) .. وبالمقابل حينما تستدعي مصلحتهم الخاصة بزواج أحدهم مثلاً، فإنهم يلجأوون إلينا مطالبين بعقد توثيقي خاص بهم لغاية في نفوسهم .. بالطبع فالمحكمة لدينا رفضت وبأي شكل من الأشكال توثيق أي عقود خاصة بهم .. فقاموا باستحداث نموذج من العقود ليكون خاص بهم، يمكنهم من حلحلة بعض المشاكل العالقة في فترة إيقاف عمل المحاكم .. وبصراحة أغلب الحالات التي لجأت إليهم تم توثيق عقودها بهذا النموذج الذي عانينا ونعاني منه إلى يومنا هذا ..
- فيما يتعلق بالمحاكم وبعض القضايا في حكم داعش ..
صدرت آنذاك مجموعة من الأحكام من قِبل التنظيم في النزاعات، كالحضانة والنفقة ومصادرة الأراضي لصالح (تنظيم الدولة الإسلامية) .. ومصادرة أملاك الدولة الليبية وجزء من أملاك المواطنين .. من بين تلك الأحكام .. الحكم القاضي بمصادرة محطة الوقود رقم 913 التابعة لشركة الشرارة للأعمال النفطية .. الكائنة بحي الجيزة العسكرية .. واعتبارها من أملاك الدولة الإسلامية ..
الفصل والبث في قضايا الزواج الصادرة من التنظيم والعالقة حتى الآن..
طبعاً من جاءنا من أصحاب تلك القضايا العالقة في المحكمة، بعد استئناف العمل بها بعد حرب تحريرها .. نوجهه لرفع صحيفة دعوى إثبات زواج .. إذ تحضر الزوجة ويحضر الزوج .. ويحضر الشهود .. وتصدر له المحكمة وفق القانون رقم 10 حكم منها بذلك، لأن الزواج يثبت أما بوثيقة زواج أو حكم محكمة ..
- من القضايا العالقة هي .. مسألة إثبات الفقد للزوج ..
الذي ثبت أنه منتمي للتنظيم المتطرف وزوجته كذلك جملة وتفصيلاً .. فالمحكمة لم ولن تصدر أي رأي قضائي بحقه على الإطلاق .. وبالمقابل «مرأة مثلاً» لا تعلم أن زوجها منتمي للتنظيم، أو أنه انتمى له فيما بعد الزواج، وبعد أن حصل ما حصل تبين لها ذلك .. فذالك واقع وموجود ولا مفر من تعاون المحكمة معها في إنقاذها من هذا الكابوس ..
سأرجع بالذاكرة قليلاً أنه في فترة ما يسمى «بجماعة أنصار الشريعة» وقبل إعلان دولة خلافتهم على حد قول التنظيم .. حقيقة برغم أن أنصار الشريعة كانوا غير مقتنعين بالتوثيق والمحاكم ويقولون أن هذه ماهي إلا قوانين وضعية وكفرية، ما أنزل الله بها من سلطان .. ولكنهم لم يتجرأو على توثيق أيّة عقود، أو سياق معين، ونماذج خاصة ومعينة، وفي ذات الوقت قاموا بإجراء زواج عرفي على أساس «إيجاب وقبول وصداق وولي وشاهدين وصيغة .. وهكذا» .. لكنهم لم يتجرأو على التوثيق ..
بالمقابل أفراد التنظيم كان لديهم إجراءات رسمية بما فيها الأختام والسجلات والنماذج وإجراءات مختلفة، وكان لديهم قاضي للأحوال الشخصية، وقاضي شرعي .. وقاضي جنائي .. فكل أعمالهم مرتبة، ومارسوا الفصل في الكثير من القضايا ..
على سبيل المثال من تم شنقهم وصلبهم وإقامة الحدود عليهم، كانت بموجب أحكام صادرة من محاكم التنظيم .. وتم قراءة منطوق تلك الأحكام في الساحات أمام مرأى ومسمع كثير من الناس .. أن هذا مرتد .. وذاك ملحد .. وهذا جاسوس .. والأخر مشرك والعياذ بالله من أحكامهم .. وما هذا إلا واقع رأيناه بصفحات التواصل الاجتماعي وعديد من وسائل الإعلام المرئي ..
بالطبع من أرعب ما عرفناه عن ذاك التنظيم هو جلاديهم ومسميات تقسيماتهم الأمنية من ذلك ما يسمى بـــــ»الحسبة» و «الشرطة الإسلامية» وغيرها .. وأكثرهم شهرة هو المصري المُكنى « أبو عبدالله» وفي أسمائهم الكُنى ((أبو مصعب .. أبو إسلام .. وغير ذلك)) .. وكلها أسماء مستعارة، وحتى في توثيق عقود زواجهم ليس لديهم أسماء رسمية على الإطلاق .. بالنسبة لذاك الأبو عبدالله فهو : القاضي الشرعي، والقاضي الجنائي لديهم .. فكثير من الأحكام صدرت باسمه .
- بعض أسرار التنظيم بحسب إفادة أحد الرواة .. أن أمير إمارة سرت .. مهر زوجته دينار واحد .. والمؤخر لا شيء ..
- كما يقول أحد الشهود ((ع.م.ع)) .. على واقعة حصلت والعهدة على الراوي أن سائق تكسي ليبي من سرت .. استوقفته سيارة الحسبة ومعه بمقعد السيارة الخلفي امرأة سودانية الجنسية .. فسألوه عن علاقته الشرعية بها .. فقال لهم أنا سائق أجرة .. فاجتروه لمقرهم وخيروه بين أمرين .. إما أن يتزوجها أو يقام عليه الحد بالجلد .. لأن المرأة التي يقلها بسيارته بدون محرم .. فقبل السائق بالزواج منها، وأخلوا سبيلهما .. وأعطى سائق التكسي مبلغ وقدره 5 آلاف دينار لزوجته السودانية بحكم التنظيم لتوافق على الطلاق منه في نفس اليوم .. الأمر الذي ترتب عليه مشاكل عدة للزوج مع زوجته الشرعية ..
- كذلك يقول بعض من الشواهد من قاطني المدينة آنذاك .. أن الزوجة والفتاة في المجمل لا يجوز لها الخروج من البيت بدون خِمار أو ما يسمى باللباس الشرعي .. وفي حالة حدوث ذلك يستوقف زوجها أو من تركب معه من أهلها وتسحب منه أوراق سيارته وكافة مستندات ثبوت شخصيته ويؤمر بالذهاب للحسبة لتقديم الإهانة والتعزير .. وإخضاعه لشروطهم وأوامرهم ..
- يقول أحد أصحاب المحلات التجارية المواكبة لتلك المرحلة ((مهتدي)) .. أن الجانب الشرائي كان متدني جداً إلا في أضيق الأمور وللمتطلبات الأساسية في المأكل ومستلزمات الأطفال الشبه معدومة .. وكل ذلك كان بسبب ضغوطات التنظيم على الآهالي ومضايقتهم ومطاردتهم في مختلف تفاصيل حياتهم .. والكثير من أهالي المدينة ممن واكب وتعايش مرحلة سيطرة التنظيم على مدينة سرت توافقت آراءهم على أن البرنامج التدريبي الديني الذي أقامه التنظيم لقاطني المدينة ماهو إلا من باب التجنيد وغسيل الأدمغة وزرع الفتن .. وما هو إلا ستار كانوا يستخفون خلاله بالعقول ويجبرون الناس على إلزام المساجد لساعات وذلك ليتمنكوا من نقل أسلحتهم وعتادهم لأماكنهم الخاصة، سواء كانت داخل أو خارج المدينة.
#.. المواطنة (أ.س) .. تروي لنا قصتها في تلك الحقبة قائلة:
استمر تنظيم الدولة في ارتكاب جرائمه الإرهابية من صلب وجلد المواطنين الذين يقومون بالتدخين والاستماع الي الموسيقى، كما فرض عدة قوانين ولوائح تحوي أوامر ونواهي عن بعض الأمور وإنشاء جهة خاصة وهي « الحسبة « تقوم بمتابعه ومعاقبه من يخالف ذلك .. كما شملت الأوامر فرض زي نسائي (عباءة سوداء فضفاضة .. قفازات .. وغطاء للرأس والوجه كاملاً ) دون ان يظهر منها اي شيء، وفي حالة المخالفة يتم استدعاء ولي امر الفتاة وتهديده وتوقيع تعهد علي عدم المخالفة مرة اخري والا سوف يتم اتخاذ إجراءات رادعة حيال ذلك.
كما أفضت تلك المواطنة (أ.س) : بأنه تم تحديد طول واتساع بنطلونات الرجال وفرض دورس ومناهج لبث افكارهم المسمومة المتطرفة بين المواطنين وجذب اكبر عدد لتنظيمهم … ومن ناحية اخري قاموا خلال فترة وجودهم بنهب وسلب ومصادرة منازل وممتلكات من لم يمتثل لهم ولفكرهم واعتبارهم من أعداء الله والدين؛ وفرضوا دفع جزية مالية علي اصحاب المحلات التجارية في المدينة للزكاة عن أموالهم .. كما أنشأوا على الأقل 3 سجون في سرت، أحدها كان مدرسة للحضانة استخدموه لتحقيق ارهابهم.
# أخرى تروي معاناتها فتقول : أنا الفتاة (م.س) : كنت ذاهبة الي السوق رفقة أختي الصغرى، وإذا بنا نسمع صوت من ورائنا بت الخوف والرعب بأطرافنا .. (إلزمي بيتك على الفور) .. عدة مرات وبصوت عالي.. توجهنا فوراً وبسرعة فائقة إلى البيت، وقمت بالالتفات للخلف فرأيتهم خلفي بسيارتهم التي تحمل شعار ديوان الحسبة ، دخلنا الي بيت جارتنا خوفا منهم ومعتقدة انهم سيذهبون إذا دخلنا الي البيت، وماهي الا بضع دقائق، وطُرق الباب: خرجت لهم جارتنا وهي امرأة كبيرة في السن في اعتقاد منها انهم سيحترمون عمرها قالت: «تفضل ياولدي» قال لها : «نحن من الحسبة من الدولة الإسلامية ومن لهجته تبين أنه من السودان واردف قائلا : « هل البنات الذين دخلوا بناتك ؟.. «قالت لهم» : لا .. ولكنهما كأبنتي ..أي مثل بناتي ، هن بنات جارتي قال لها : «قولي لهن ان يخرجن على الفور ويلزمن بيتهن » حاولت التحدث معه فقال وبصوت عالي : « قلت لك يجب أن يخرجن الآن وعلى الفور»، خرجنا والخوف يملأ قلوبنا، فقال: «اخرجن الي بيتكم الآن وقبل ان نخرج من بيت الجارة قام بطرق باب بيتنا وتكلم مع اختي الصغيرة وقال لها : «سوف اجلب لكي بنتين ان كانوا اخواتك قولي ولا تكذبي والا سوف نأخذ والدك ونقتله « خافت اختي الصغيرة وقالت له : «حاضر» .. دخلنا البيت ولم تمض دقيقة حتى دق الباب خرجت فقال : «نحن من الدولة الإسلامية ، نادي أختك الصغيرة التي فتحت الباب لنا «.. قال لها افتحي الباب « وسألها .. قالت : « نعم أخواتي» فقال وبصوت عالي : « هل انت متأكدة ، سوف نأخذ والدك ان كنت تكذبين « قال لها : «احلفي بالله « «قالت : «والله العظيم أخواتي «» .. ذهب وبعد ربع ساعه عادو مرة اخري يسالون عن والدي قلت لهم : « ليس موجود « قال لي: « كيف الم يعد الي البيت ؟ « فأجته بنعم ، قال : « اريد بطاقته الشخصية أو كتيبه العائلة أو اي ورقة شخصية له «، وتحججت له بأن جميع الأوراق معه في سيارته ، قال : «هل انت متأكدة ؟ « قلت له : « نعم « قال : «أستطيع ان ادخل وأتأكد بنفسي ؟ « فسكت وقال لي: « أنا سأذهب وقولي لولي أمرك أن يأتي إلينا في مقر الحسبة وإلا سوف نقوم باتخاذ ما نراه نحن مناسبا معكم « … وبعد أن عاد والدي للمنزل ليلا وأخبرته بالأمر قال : «سأذهب اليهم غدا صباحا « وفي الصباح ذهب إلى مقرهم الذي كان يحكمه شخص مصري الجنسية اسمه «أبوعبدالله المصري» ،قال له : «يجب على بناتك الالتزام بالزي الشرعي الإسلامي وأن يلزمن بيتهن وقام بإعطائه محاضرة عن واجب ولي الأمر وتهديده بالعقاب الوخيم .
أعتدى التنظيم المتطرف على حرمة بيوت الناس ومداهمتها ليلا دون استئذان..
# في هذا السياق يروي لنا احد المواطنين (ع – أحمد) معاناته في معتقلات داعش فقال : «» كنت جالس في بيتي ليلا مع حوالي الساعة التاسعة والنصف اقرأ كتاب الله ومعي امي وأختي وزوجة اخي وفجأة نسمع أصواتا غريبة خارج المنزل وإذا هم يطوقون المنزل من الخارج ويحاولون فتح الباب بقوة ودخلوا دون مراعاة حرمة البيت وانتشروا في جميع اركان المنزل ويسالون عن اخي ( ع أحمد ) ويزمجرون بأصوات مرتفعة .. ويقومون بضربي .. قلت لهم : « لا اعرف ليس موجود الان» قال لي : « أين السجائر التي يبيعها « قالت له أـمي « لا يوجد لديه سجائر ولا يشرب السيجارة « اتجه الي امي وقال لها : « اين ابنك « .. قالت : «لا اعرف والله « قال لها : « قولي والا سوف نأخذ معنا اخوه « ، قالت : « والله لا اعرف « ، ذهبوا الي غرفة نومه وقاموا بتفتيشها ووضعوا السكين على رقبة ولده الصغير لبث الرعب في قلب أمه وقالوا لها :أين زوجك ؟ فردت قائلة : والله لا أعرف فخرجوا من المنزل وقاموا بتفتيش المنزل واصطحبوني معهم كرهينة الى أن يأتي اليهم أخي مسلما نفسه لهم ، ولقد تعرضت لأبشع أنواع التعذيب من جلد وسكب الماء الساخن وغطسي في الماء وصعق بالكهرباء وغيرها وقاموا بوضعي في سجن انفرادي واستمر الحال هكذا ثلاثة ايام بلياليها بدون اكل أو شرب ، كنت أدق باب السجن في أوقات الصلاة لكي أتوضأ واصلي وعندما لاحظ علي التزامي بصلاتي حاولوا جرّي لطريقهم واصبحوا يغيرون معاملتهم معي ويعطونني محاضرات دينية ومواعظ وان الجهاد واجب وفرض وهنا ازداد خوفي منهم ومن افكارهم المتطرفة الي ان هربت من السجن من قبل شخص منهم غرو به وانجرّ ورائهم قام بمساعدتي وتهريبي وقال لي : «لا أريدك أن تصبح مثلي هنا وأنا الآن لا أملك لنفسي شيئاً» وتمكنت من الخروج إلى خارج المدينة .
#ومعاناة اخري يرويها الشاب ((أحمد عمار)) .. من المدينة يقول : «أعيش أنا وأخواتي الاثنتين في البيت.. أبي وأمي كانا قد فارقا الحياة ، في يوم من الأيام سمعت صوت الباب يدق بقوة اتجهت إليه لأسأل عن الطارق وفتحت الباب وتفاجات بوجود سيارة ديوان الحسبة ليقول أحد الواقفين : «نحن من الحسبة « ولم يكن ليبياً بل لهجته تونسية ، وأردف قائلا : «هل أنت «ن-إ ؟ » قلت «نعم» قاموا بسحبي معهم دون إي مقدمات خرجت أختي بحجابها فأمرها التونسي بالدخول بعد أن لعنها أمامي ، ذهبت أختي إلى بيت جيراننا وأخبرتهم وقالت لجارتنا أنها تريد الذهاب إلى المقر الحسبة لتعرف ما سبب اعتقالهم لي.. جاءت أختي وجارتنا.