منصة الصباح

كولن ويلسون: لو أردت الحديث عن الكتب الأكثر تأثيرا في حياتي لتوجب عليّ المضي في كتابة آلاف المجلدات

خلود الفلاح

في كتاب “الكتب في حياتي” الذي نقله إلى اللغة العربية حسين شوفي، وقدمته لطيفة الدليمي، عرض الكاتب الإنجليزي كولن ويلسون ( 1931 ـ 2013) أجمل وأهم اللحظات القرائية التي عاشها، ففي هذا الرف من المكتبة كتب تأثر بها وهناك كُتاب أثروا في تكوينه المعرفي والفلسفي، وكأنه يخبرنا أن قراءة كتاب تقود إلى التنقيب عن كتب أخرى وهذا ما وصفه بوسائل شرلوك هولمز في الكشف عن الاحجيات.
ويشير صاحب كتاب ” اللامنتمي” إلى أنه كان يقتني الكتب الممتعة له، ولعل أهمها كتب الجريمة. إلى جانب كتب الشعر بدءاً من أعمال شوسر مرورا بملتون وحتى تي. إس. إليوت، وآلاف الكتب في الموسيقى، والفلسفة، والسيرة، والتأريخ، والنقد الأدبي، والعلوم، والرياضيات، والرواية.
وكانت لديه الأعمال الكاملة للكتاب المفضلين أمثال دوستويفسكي، تولستوي، برنارد شو، والكثير من الأعمال التي تنتظر القراءة.

اعترف كولن ويلسون أن والدته قارئة للكتب مثله على خلاف أبيه الذي قضى حياته عاملا في مصنع للأحذية ولم يقرأ كتابا واحدا.
ويستدرك في هذا الكتاب ذكرياته مع كتاب “الجرائم الخمسون الأكثر إثارة في المائة سنة الأخيرة” فقد حذره والده من قراءته، وفي أكثر من مناسبة ينتهز فرصة مغادرة أهله البيت من أجل قراءة هذا الكتاب، حتى أن هذا الكتاب حفزه وخلق فيه رغبة واهتمام بموضوعات الجريمة والمجرمين. وقد قاده هذا الاهتمام لكتابة “موسوعة قضايا القتل” كذلك كتابة روايته الأولى “طقوس في الظلام” والتي قادته إلى كتابة “اللامنتمي”.
ويرى صاحب كتاب ” عالم العنف” أن السبب وراء قراءته المتواصلة التي بدت كأنها لن تنتهي يوما ما. هي ببساطة علامة على غريزة طبيعية يمتلكها للغوص بداخل الفضاء الجواني اللانهائي للعقل البشري.
يمكن اعتبار الكتاب شكل من أشكال السيرة الذاتية الأدبية، يلامس خلالها كولن ويلسون عوالم فكرية وفلسفية بينت نتاج التجربة المتراكمة التي عايشها الروائي الراحل كولن ويلسون.

نشأ كولن ويلسون في عائلة تنتمي للطبقة العاملة، ولم يتيسر له سوى القليل من التعليم، وتلفت المترجمة لطفية الدليمي في تقديمها للكتاب، إلى أنه كان طفلا يافعا جنح نحو الكلمة المطبوعة التي رأى فيها معيناً لن يخذله في استكشاف الأسئلة الإشكالية اللامحدودة. وتضم مكتبة ويلسون وقت صدور الكتاب عام 1998، نحو عشرين ألف مجلد من ضمنها ثمانون عنواناً لكتب هي مؤلفاته الخاصة.
ولعل ذلك يبرر سبب امتلاكه لمكتبة تحوي ما بين عشرين إلى ثلاثين ألف كتاب، وكل غرفة في بيته بما فيها غرفة نومه تحوي رفوفا متخمة من الكتب. إلى جانب آلاف من الاسطوانات والشرائط الفيديوية.
والسؤال المطروح هنا، هل قرأ ويلسون كل هذه الكتب، فيقول: العديد من هذه الكتب يخدمني كمراجع أعود إليها عند الحاجة طالما المكتبة العامة بعيدة عن منزلي، والبعض الآخر من الكتب اقتنيه على أمل قراءته لاحقا عند تيسر الوقت. ويضيف: “لو أردت الحديث عن الكتب الأكثر تأثيرا في حياتي لتوجب عليّ المضي في كتابة بضعة مجلدات عنها وليس أقل من ذلك”.

شاهد أيضاً

الخارجية الروسية تكشف عن افتتاح قنصلية لها في مدينة بنغازي

استقبل وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف” اليوم الإثنين، في العاصمة موسكو، النائب بالمجلس الرئاسي، عبد …