.زكريا العنقودي
كان المخبز بعد صلاة الفجر فارغاً وكأنه يشحد الزبائن ، كل شئ ساخن وبالهبل وحده النحل الذي كان يزدحم به المكان .
في مخابز طرابلس نعد النحل من طهور هذه الارض لا نعافه لا نخاف منه لا نخشاه بالذات كونه مديني مثلنا لا يلذغ ولا يهاجم ، وموعده ثابث في كل كوشة بالمدينة فهو يصل على موعد البريوش تماما .
وقفت على عربة الخبز وكانت تسبقني عجوز بوجه ملائكي لم يفسده ما مر علينا من محن .
غرفت ما امكن وبالطريقة الليبية (زوز بورزات ) من خبز ساخن وبوزنه وشكله الجديد بعد ازمة الدقيق ، في حين كانت هي ونتيجة لسخونة الخبز بالكاد التقطت فردتين وبصعوبة .
تطوعت لأساعدها قلت لها دعيني اكمل عليك كم فردة تحتاجي يا امي .
لململت الفردتين بكيسها ورفعت نظّرها إلي وقالت بصوت هامس.
لا يا وليدي صحيت فردتين سادت .. هو كنت انا وياه راس ورويس ادعيله بالرحمة خداته مني الكورونا ..وادعيلي بالصحة والبركة في شن فاضلي من ايامات لين ربي يكتب ونلحقه .
…… ياربي ما اعظم خلقك