تستعد كبسولة فضائية سوفيتية قديمة للدخول مجددًا إلى الغلاف الجوي، بعد أكثر من خمسين عامًا من الدوران حول الأرض، في حدث نادر أثار تساؤلات وقلقًا عالميًا. الكبسولة، المعروفة باسم (كوزموس 482)، كانت قد أُطلقت عام 1972 ضمن برنامج “فينيرا” السوفيتي لاستكشاف كوكب الزهرة، لكنها فشلت في مغادرة مدار الأرض وبقيت عالقة في الفضاء منذ ذلك الحين.
وبحسب تقديرات حديثة نُشرت في صحيفتي El País الإسبانية وThe Times البريطانية، من المتوقع أن تعود الكبسولة إلى الأرض بشكل غير متحكم فيه بين 7 و13 مايو الجاري، مع ترجيحات أن السقوط قد يحدث في 10 مايو.

وتتميز الكبسولة التي تزن حوالي 500 كجم، بتصميمها القوي لتحمل الظروف القاسية، ما يعني أن أجزاء منها قد تنجو من الاحتراق الكامل أثناء دخولها الغلاف الجوي.
وتشير تقديرات وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن الكبسولة قد تسقط في أي مكان بين خطي عرض 52 شمالًا و52 جنوبًا، ما يشمل معظم مناطق إفريقيا، ومن ضمنها ليبيا والسودان، إلى جانب أجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
ويرى خبراء أن احتمالية سقوط الحطام فوق منطقة مأهولة ضعيفة جدًا، إذ أن أكثر من 70٪ من سطح الأرض مغطى بالمياه أو مناطق غير مأهولة. كما أن معظم الأجسام الفضائية الكبيرة تحترق أثناء دخول الغلاف الجوي، على الرغم من احتمال نجاة بعض المكونات.

وفي تصريح لصحيفة Chron الأمريكية، أوضح علماء فلك أن الكبسولة ستدخل الغلاف الجوي بسرعة تقارب 240 كم/ساعة، وأشار عالم الفلك الإسباني دييغو رودريغيز إلى أن الكبسولة تحتوي على مكونات متينة “صُممت لتحمّل ضغط وحرارة سطح كوكب الزهرة، وهذا ما يجعلها أكثر عرضة للنجاة من الاحتراق الكامل مقارنة بالأقمار الصناعية الحديثة.”
وبينما يُعد سقوط الكبسولة حدثًا نادرًا في تاريخ الفضاء، إلا أنه لا يدعو إلى الذعر. الترقب واجب، لكن وفق المعطيات العلمية، فإن فرصة تأثر أي منطقة مأهولة بما في ذلك ليبيا تبقى ضئيلة جدًا.