منصة الصباح

كورونا بين الفزع والخوف المشروع

بوضوح

عبدالرزاق الداهش

أرجت دار الافتاء في تونس في بيان لها، أية إجراءات تتعلق باعتناق الدين الإسلامي حتى إشعار آخر.

وأعزت الدار قرارها كتحوط وقائي من عدوى فيروس كورونا، الذي يضرب العالم هذه الأيام.

وهذه المرة الثانية في التاريخ التي يجري فيها إرجاء اعتناق الإسلام، حيث كانت الأولى قبل أربعة عشر قرنا، وتحديدا خلال صلح الحديبية.

في الكويت اجتهد إمام جامع، ليستبدل (حي على الصلاة)، بعبارة (صلوا في منازلكم)، وذلك للحد من حالات الاختلاط، التي قد تساعد في انتشار فيروس كورونا.

علما بأن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحوير نص الأذان على هذا النحو، منذ أن رفع بلال بن رباح» أول أذان في الإسلام، قبل أربعة عشر قرنا.

أمثلة كثيرة تعكس حجم الفزع العالمي من الفيروس الذي لا يفرق بين الأجناس أو الأديان، أو الأعراق، قد يتعامل مع البعض بشكل جاد ، بينما يستخدمه البعض الآخر كمادة للسخرية .

اوروبا التي تبعد نحو سبعة آلاف كيلومتر عن الصين، في زمن صار في العالم زقاق كوني صغير، وجدت نفسها مركز الوباء، مع خليط من الاستخفاف، والسخرية.

وزيرة الصحة في بريطانيا تصاب بالفيروس، ووزير الثقافة في فرنسا، ومدرب فريق الارسنال، ومدافع يوفنتوس، ولاعب آخر في تشلسي، وقادة عسكريون، ونجوم في الفن، وكتاب.

هؤلاء يشكلون نخبة المجتمع في كل مكان، وإذا وصلت كورونا إلى حنجرة، وزير، أو لاعب كرة تقدر قيمته التسويقية بملايين الدولارات فمن هو الذي لن يصله.

صحيح لا ينبغي أن نتورط في صناعة الفزع، ولكن ليس من حقنا أن نتعامل باستخفاف، الوقاية خير من العلاج، وكورونا لا علاج له حتى .

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …