كوارث
_______
محمود البوسيفي
المؤسسات التعليمية هي بالضرورة من حواضن الهوية الوطنية.،وهي الداعم الرئيس للأسرة والمجتمع في بناء شخصية المواطن، وتحصينه في مواجهة حزم الاستلاب الذي يتعرض له من كل صوب.
تعاني هذه المؤسسات في بلادنا من ازمات بنيوية، طالت المنهج والمعلم والطالب والمعمار المدرسي. وانا هنا لا أرغب في الحديث عن هذه المسألة التي اشبعت بحثا.. ما يهمني هنا هو التنبيه الأقرب للتحذير من خطر المنافسة غير العادلة التي ستصيب المجتمع بكوارث هائلة على أكثر من صعيد..
هذا الخطر يتمثل في انتشار المدارس والجامعات الأجنبية والتي تدرس مناهج اجنبية تتم الامتحانات فيها باسئلة تعد وتصحح من الخارج.
الدراسة في هذه المؤسسات الأجنبية باهظة،( روضة، تمهيدي، ابتدائي، إعدادي، ثانوي) وهي لذلك مخصصة لفئة من أبناء المجتمع، خريجو هذه المؤسسات لن يكونوا كالخريجين من المؤسسات التعليمية الوطنية. وهو ما يهدد النسيج الاجتماعي بخلل يصعب رتقه.
طبقة جديدة متعلمة في مواجهة جيش من انصاف المتعلمين، والذين سيتكدسون على ارصفة البطالة وما ستفرزه من مصائب.. الجرس يدق، و الكارثة تطرق البوابة.