بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
خلال خمسة أيام أصبح طفل الخمسة أعوام المغربي ريان أكثر شهرة من لاعب باريس سان جرمان أشرف حكيمي، وحتى ملك المغرب محمد السادس.
الملايين على مدار 24 ساعة وهم يضعون عيونهم على الشاشات، وأيديهم على صدورهم في انتظار نهاية سعيدة لمأساة ريان.
والسؤال: من جمع هذه الملايين من مغاربة، وجزائريين ومصريين، ليبيين، وباقي دول العالمين العربي والاسلامي؟
إنه الحس الإنساني، والفطر الإنسانية، هي التي جمعت هذه الملايين على اختلاف ألوانهم، ومعتقداتهم، وعقائدهم، وكأنهم يرددون ما قاله محمود درويش ذات أمسية:
“كل قلوب الناس جنسيتي
فارفع عني جواز السفر”
الطفل ريان هو أمين جامعة الدول العربية الحقيقي، وهو أمين منظمة العالم الإنساني، وهو حالة مأساة، وليس مادة لبرنامج تلفزيون الواقع.
نعم ريان هو طفل صغير يعاني داخل البئر وليس نجماً سينمائياً أو مذيع إعلانات، لاستغلال نسبة المشاهدة.
هناك الملايين من الأطفال العالقين على امتداد العالم الإسلامي كله، يموتون بالجوع، والمرض، والحروب العبثية.
مسكين بالفعل ريان، وباقي الريانات المسكوت عليهم في هذه المنطقة.