منصة الصباح

“كل بلد وعزاها”!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

ما انفق على تنظيم كأس العالم قطر 2022، يلامس الربع تيرليون دولار.
الكلام هنا عن رقم يساوي دخل ليبيا من إيرادات النفط لخمسة عشر عاما بمتوسط أخر ثلاثة أعوام.
كأس العالم القطرية لا يمكن التعامل معها بحسابات الجدوى، ومنطق لهزوعليه، لغير سبب واحد.
فتنظيم البطولة هو استثمار سياسي أكثر منه اقتصادي، وشراء سمعة دولية أكثر من بيع خدمة.
ان نختلف على أن ما تحقق من عمل استثنائي، وخارق على الأرض.
شبكة اتصالات، وطرق خمسة حارات، ومنتجعات، ومعمار على أعلى طراز، بنية أكثر حداثة.
ومع ذلك يظل الأهم هو ما كسبته الدوحة من صيت، حتى صارت قطر معروفة في العالم أكثر من العراق، ومصر.
صحيح نسبة استخدام كل ما تم انجازه لن يتخطى العشرين بالمئة بعد أقل من شهر، ولكن معدل الفائض يغطي نسبة الهدر.
فالحياة ستبقى على جودة الحياة بالنسبة للقطريين،
سيظل الإنسان القطري بين الأفراد الأكثر دخلا في العالم، بفضل وفائض ايرادات الطاقة.
وسيظل ما يقرب من سبعين مليون عربي تحت خط الفقر، وأكثر من ستين من أمة أقرأ لا يكتب ولا يقرأ.
قصة العرب، وأمة العرب، وكل العرب أخواني، لا توجد إلا في كتب القراءة القديمة، الأغاني القديمة، والعواطف، ولم تعد تؤكل حتى كرة قدم.
من الأخير كل بلد “وعزاها”، أو كل بلد وعرسها.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …