د/ابوالقاسم صميدة
مع كل فقيد يرحل عنا من هذه الدنيا الفانية نتذكر كلمات كان ينبغى أن يسمعها منا وهو على قيد الحياة ، لكننا دائمًا نتراخى فى إبلاغ كلماتنا إلى من نحبهم وهم معنا وبين ظهرانينا ، لكن تبقى بعض الكلمات فى الحلق علامة فارقة كلحظة وميض البرق فى دروب الفلاة ، فتأتي الرسالة التى لن يقرأها الفقيد كبيرًا كان أم صغيرًا، فتكون مجرد كلمات في الوقت الضائع من العمر بين الهدنة والهدية وقبل الموت والسكون ، فى لحظة الفصل بين الفناء والدفن حين تبدأ صلاة الجنازة وقبول التعازي ، حيث تنفتح شهية المقابر وتتوقف المحال عن بيع الأكفان وتتقلص مساحات القبور وتكثر الدموع والمصافحات وكلمات الرثاء وباقات الورد الحزينة وذكريات الماضى المنتهية ، حيث تتحجر العيون فى مآقيها ، وتتباطأ حركة رموش العيون ، كان يمكن أن تكون تلك الكلمات رابطاً أبدياً بين من في الحياة ومن غادروها ، لكن عادة ما تخذلنا العبارات والكلمات والمعانى ونتراخى رغم حبنا لمن فقدناهم ، ولكن الله منحنا فرصة جميلة كي تصل رسائلنا وكلماتنا لمن أحببناهم وغادرونا ، وذلك عن طريق الدعاء بالرحمة والتضرع لله الخالق بأن يكون المثوى هو الجنة وأن يبدلهم الله حياة غير هذه الحياة ورفقة غير هذه الرفقة ، فاللهم اغفر للصديق الراحل «خليفة البدراني» زميل الكلمة والاعلام ، الرجل التربوي الخلوق الذى رحل عن عالمنا فى هذه الأيام الرمضانية المباركة بعد صراع مع مرض لم يمهله كثيرًا فصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها ورجعت لربها الغفور الرحيم ، فاللهم نسألك الرحمة لمن غادرونا وسبقونا من أصدقاء الكلمة وزملاء الحرف ونسألك الرحمة لموتانا ولموتى المسلمين والمسلمات يارب العالمين والحمد لله على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على نبى الرحمة والنور .