بقلم / المحرر
تكون مصر دولة جارة لنا، فهذا قدرنا الجغرافي، وليس اختيارنا السياسي.
أما كيف نتعامل مع الدولة الجارة مصر حتى لا نقول الدولة الجائرة فهذا خيارنا، ولا يمكن أن يكون قدرنا.
وخلال السنوات الماضية كلها، كنا دائما نبتعد عن الداخل المصري، ولا نفكر حتى في أن نغني له.
عقدت مصر اتفاق مع السعودية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، فهذا شأن مصري، والقاهرة حرة تضع حدود بحرية مع الرياضة، او مع لشبونة، ولو على تقاسم المريخ.
فمصر لم تدخل في خليج السدرة أو بومبا، وغير ذلك فالمصريين يعرفون ما يصلح بهم أو يصلح لهم.
اختارت مصر أن تكون دولة ملكية، جمهورية، ديمقراطية، ستالينية، شمولية، فهذا يعني المصريين، ومن فوقه سحابة تمطر عليه.
عالجت مصر مشكلتها حول سد النهضة مع الاثيوبيين، أو لم تعالج فهذه مشكلة مصرية ونحن نتعاطف مع مصر، ولكن لا تهمنا الطريقة التي تدير بها مصر مصالحها، أو شؤونها.
أما ان تتدخل مصر في كل طالعة ونازلة في ليبيا، وكيف يكون التوزيع العادل للثروة، أو طريقة الحكم في ليبيا، فمصر تعرف أن ما بعد السلوم دولة أخرى.
يختلف الليبيون يقطعون ريش بعضهم، يرسمون علاقاتهم مع الجيران، مع العالم، فهذا لا يعني مصر.
امريكا تتعامل مع مصر كدولة، وألمانيا تتعامل مع مصر كدولة، واليابان، والصين، وماليزيا، وليبيا، وكل العالم يتعامل مع مصر كدولة.
ولكن مشكلة مصر أنها تتعامل مع العالم كنظام، وليس دولة.
فالحاكم هو من يفصل ثيابه على مقاس الدولة، لا تفصل ثياب الدولة على مزاج الحاكم.