منصة الصباح

 عبدالباسط وقد أزهر في كفه الليمون  

صباح الفن

عبدالله الزائدي

في مرحلة مبكرة جدا من عمر الفنان عبدالباسط بوقندة كانت الفراسة الفنية  للمخرج الكبير عبدالله الزروق، ترى فيه اكثر من مجرد طفل موهوب ، فاصطفاه من مجموعة فرقة أطفال الضواحي  ،وهي فرقة تكونت بنادي الضواحي بمنطقة الفرناج في أواخر السبعينيات وبوقندة كان في المرحلة الابتدائية في ذلك الزمن  ،  ،وقد انضم للفرقة كطفل بازغ في النشاط المسرحي بمدرسة الخليل الابتدائية ، ورأى الزروق ملامح الموهبة فيختاره ليشترك في مسرحية النبع ، ويجد الطفل اقدامه واقفة الى جوار  لطفية إبراهيم و  فتحي كحلول و عياد الزليطني ، هو الحظ اذ يبتسم لمن يحمل الجدارة ، وقد كانت لعبة التمثيل الهاجس الاكبر للطفل الواعد ، ودخل بوقندة  المسرح باكرا ، وفي تلك السنوات الخوالي كانت الدرامة المسرحية والتلفزيونية في ليبيا تعيش نشاطا كبيرا ، وفي تلك الأجواء،  بدت في روح الطفل شغف الفن وعالمه ، واندفع إلى مجموعة أطفال التلفزيون الليبي  في ركن الإعلامية القديرة فكرية آدم، وهناك اختير في عملين للأطفال الأول  عمي الطيب و الثاني  غير أكبر بس  ، وتتأكد في كل مرة موهبته الفذة ، وحيويته ، و باندفاع الحب للخشبة ينتسب الشاب بوقندة الى فرقة الجيل الصاعد للتمثيل والموسيقى ، وقد تعمقت جذوره على خشبة المسرح كفنان ، ويبتسم الحظ لموهبته ويقف أمام النجمة خدوجة صبري في مسرحية تراجيديا السيف الخشبي، والوقوف في دور بطولة مع النجمة الجميلة  والاشهر يعني نجاحا بارزا وتحديا فارقا ،   ويثبت بوقندة جدارته كنجم صاعد ، ويدخل عالم المنوعات الرمضانية ، وهو أهم شرفة للنجومية التلفزيونية في عقد التسعينات ، ويكون ظهوره  في أول عمل منوع للمخرج المصري الكبير حسين كمال، وعلى الشاشة الصغيرة ياخذ سريعا مكانه الى جنب اكبر واهم نجومها  يوسف الغرياني  وإسماعيل العجيلي و مختار الأسود و فتحي كحلول وسعد الجازوي عدة اعمال منها عجب عجب و يا حزاركم و اللمة، ويصبح في زمن قياسي احد ابرز نجوم الكوميديا ، ثم تظهر موهبة اخرى عندما يكتب   منوعة ع الطاير صحبة الفنان المرحوم عبد الرزاق بن نعسان و خالد كافو و حاتم الكور و بسمة الأطرش ليحلق كاتبا ناجحا ، ثم ليقدم صحبة رفيقه الفنان خالد كافو سلسلة قالوها التى تعتبر واحدة من انجح الاعمال الكوميدية الليبية والتى صنعت تاثيرا في الشارع الليبي ،  وفيها الفنانة  زبيدة قاسم و المرحومين جمال الحريري وعيسى بلقاسم  وتنطلق في سبعة  اجزاء  بنجاح جماهيري .وقالوها  لي معها وقفة في مقال مفصل لأنها تجربة مختلفة في الكوميديا الليبية ،وظل بوقندة عاشق المسرح مؤلفا ومخرجا وممثلا  ، ولانه عاشق كان إنجازه عقب توليه رئيسا للهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، إعادة البهجة على وجوه زملائه  ، والى المسرح الليبي ، في كل ربوع ليبيا ، عندما اعلن عن جمعهم في الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح ، وهو الخبر الذي يشبه الغيمة لفلاح حرث ارضه وظل ينتظر المطر سنوات طويلة ، فالمهرجان المسرحي الأهم لم ينتظم منذ اكثر من ثلاثة عشرة عاما ، ويستقبل الفنانون ببهجة الإعلان ، ويحضر الى طرابلس أكثر من مائة فنان مسرحي ليبي كان بوقندة يستقبلهم واحدا واحدا بابتسامته المعهودة، ولان درنة مهد المسرح الليبي وقد تعرضت لمأساة قاسية عندما جرف الطوفان البشر والحجر ، كان شعار المهرجان غدا سيزهر الليمون ،وهي تكثيف لرسالة تعبر في تفاصيلها  عن الفن والحياة والتفاؤل وتجاوز الصعاب ، والصورة الابلغ في احتضانه المؤثر للفنان نزار الهنيد ابن درنة الزاهرة، الذي فقد كل عائلته زوجته وأولاده في الطوفان ، احتضان بحجم الانسانية والاخوة ، و ليسجل بوقندة نجاحا اخر في رصيده الكبير ، وهو نجاح استثنائي ، نجاح وهو يصافح كل فنان ابتهج بعودة المهرجان المسرحي الكبير وقد ازهر الليمون من كف الفنان الكبير

شاهد أيضاً

التحديات والتهديدات الصحية

  ⁠د.علي المبروك أبوقرين إن العالم يئن من الظروف الصحية الصعبة، وخصوصًا دول العالم الفقيرة …