منصة الصباح

كتب ليبية أضاءت عام 2024

حصاد: خلود الفلاح

في هذا التقرير نقدم نظرة على الكتب الصادرة 2024، بالتأكيد لا يمكنني حصر كل الكتب الصادرة.

هذه الكتب لا تعبر بالضرورة تعبر عن ذائقتي الخاصة، ولم انحاز لأي منها، إنما حاولت أن أجمع ما أستطيع من العناوين وعرضها.

رواية “الحرز” للروائي إبراهيم الأمام، والتي تدور أحداثها حول الصراع الدائم على هذه الأرض بين الخير والشر. صراع بين أمة الأنس والجان، بين الواقع والخرافة. صراع على النفوذ بين العوالم المتوازية.

من خلال الأحداث نكتشف أن هناك امرأة ذات يوم فقدت ابنها، لكن حاسة الأم لا تخطيء أبدا. اكتشفت أن الرضيع الذي بين يديها ليس رضيعها الذي ولدته، بل تم استبداله لها بآخر. أخفت الأمر عن زوجها وعن كل محيطها في محاولة منها لاسترداده دون ضجة في صراعها مع أمة الخفاء لاسترداد رضيعها. طرقت أبوابا عديدة وسلكت سبلا مختلفة تدخلت طراف أخرى من أجل استرداد هذا الرضيع. فعودته تعني توقف حرب كبيرة بين أمم الجان. حرب قد لا تبقي ولا تذر بعد توقفها لمدة ألف عام. حاجة أمم الخفاء لرضيع بشري لم يفطم بعد ومن أمم بشرية مختلفة كان سبب اختطاف ابنها واستبدلها برضيع من أمة الخفاء.

وقدم هذا العام الكاتب حسن المغربي كتابه النقدي بعنوان ” تاريخ ليبيا: مراجعات نقدية”، وهو عبارة عن مراجعة نقدية في كتب هذا ما حدث، وتاريخ هيرودوتوس، والهوية الليبية: دراسة التاريخ من خلال الروايات الشفهية، وكتاب الإبادة الجماعية، والمرأة في اقليم قورينائية.

يقول حسن المغربي في تقديمه للكتاب “من المفيد لفت الانتباه إلى ضرورة إحياء حركة النقد إذا أردنا أن نساهم بأعمال جيدة تساعد الأجيال المقبلة على توثيق تاريخنا وإثراء مباحثه، إذ أن الهدف الأساس من إنجاز هذا العمل، هو إعادة النظر في الكتابة التاريخية ذات الأفق الضيق والأحكام العشوائية المتسرعة، بالإضافة إلى تصحيح بعض المعلومات المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والهوية الليبية.

أن هذا الكتاب يتيح فهما أعمق وأكثر شمولية لماضي ليبيا بدلا من الأحكام العشوائية والرؤى الضيقة، وسيكشف الحقائق الثامنة وراء تاريخ ليبيا الفني والمتنوع.

ويقدم الروائي صالح السنوسي في روايته “سيرة الفيض العبثية”، سيرة الفيضيون الذين اختفوا تاركين وراءهم أساطير وشخصيات منسية مثل بو النايض، منصور الأعرج، وسعيد الزعلوكية.

على لسان سعيد الزعلوكية نكتشف أن أصول الفيضيين تعود إلى الجزيرة العربية عبر الفارس شرحبيل، الذي أنقذته عائلة بربرية، فتزوج ابنتهم حربه، وأسس نسلاً امتلك الأرض، في المقابل، يعارضه عازف المزمار منصور الأعرج، الذي يؤكد أن الفيضيين ينحدرون من الفقيه عبد القادر الفقير الأعرج الطيار الذي جاء من الصحراء ليعلمهم الدين، أما الشاعر الصعلوك بو النايض، فينسب الفيضيين إلى بني هلال عبر الفارس الصيد الهلالي، الذي وقع في حب العزة البربرية واستقر في الفيض.

مجموعة من الكتب الصادرة 2024

يعيش الفيضيون في جدالات لا تنتهي حول أصولهم. لكنهم يتفقون على حبهم لأرض الفيض، التي تفيض في الشتاء بالنماء والخضرة، ويحملون في قلوبهم فخر الانتماء إلى تاريخ مشترك يتأرجح بين الحقيقة والأسطورة.
قدم السنوسي في روايته الجديدة رحلة تاريخية شيقة إلى منطقة الفيض، حيث يتناول أصول وأساطير هذه المنطقة وتاريخها العريق.

وبحسب الروائي صالح السنوسي، تأتي هذه الرواية في ظل ما وصفه بـ”معمعة العبث الليبي والعربي”، ويتمنى أن تجد روايته مكانا لها وسط هذه الأحداث المعقدة.

ويسعى صالح السنوسي من خلال هذه الرواية إلى إحياء الذاكرة التاريخية للفيض، كما تقدم سردا شيقا لتاريخ منطقة الفيض وأصول سكانها، مع تسلط الضوء على التنوع الثقافي والتاريخي.

في رواية “قتيلة السابعة مساء” تقول الروائية ريما معتوق، النهاية لا تعني الخاتمة، بل هي بداية لفصل جديد من الحكاية، فقدان شيرين لابنتها الوحيدة بسبب عدم مقدرتها على دفع تكاليف عملية جراحية تلاها فقدانها لوالدها، جعل الأحداث معها تتطور حتى تسقط قتيلة السابعة مساء، ويبقى السؤال من القاتل؟

الرواية عبارة عن ملفات نفسية، وكل ملف يتضمن حكاية تأخذ القارئ عبر عوالم عدة، لعل أهمها السؤال، هل الإنسان مخير أو مسير؟

يسترجع الروائي عبد الله الغزال في روايته “ما بين البرزخين“، مرحلتين أساسيتين من تاريخ ليبيا، الأولى هي الاستعمار والثانية هي الحكم الاستبدادي، ويسرد وقائع تخللت المرحلتين، مقارناً بينهما.

وتستهل الرواية أحداثها، بتلميحاً، في سياق المتن، وتصريحاً في نهايته. فالكهل الذي يتصدى، منذ عقد، لاستبداد النظام الليبي السابق ومرتزقته، خلال اقتحامهم مدينته مصراتة، يتحد جسداً وروحاً مع جده الذي تصدى للاستعمار الإيطالي، منذ قرن من الزمان، “لقد صار كياناً واحداً مع جده. التحما في روح واحدة وجسد واحد جليل.

في رواية “جاري البحث” للروائية نهلة العربي، تتشابك الخيوط بين الحاضر والماضي، بين الواقع والخيال لتقدم لنا قصة مشوقة مليئة بالألغاز. تتوالى الأحداث بشكل غير متوقع، تاركة القارئ في حالة من الترقب الدائم، متسائلاً عن مصير البطل وعن الحقيقة الكامنة وراء كل تصرفاته. جاري البحث هي رحلة نفسية مثيرة تأخذك إلى أعماق النفس البشرية، لتكتشف ما يخفيه الظلام في قلوب البشر.

وتسرد رواية “شجرة القلائد” للروائي محمد الأصفر، حكاية حب بين شاب ليبي وفتاة مغربية، نسجت خيوطها عبر المغرب وليبيا وتشاد والنيجر. كما تتطرق الرواية إلى سباق رالي باريس طرابلس داكار.

كما تتناول الرواية جانبا من الحرب التي دارت بين ليبيا وتشاد، وكيف تم ترك جثث القتلى في الصحراء.

“شجرة القلائد” رواية ثرية بالأحداث والتفاصيل التي تتقاطع فيها قصة الحب مع وقائع سياسية وتاريخية، تجعل الحكايات تتناسل مشكلة عوالم سردية غنية بدلالاتها وأبعادها.

هذا العام صدر للروائية عائشة بازامة رواية “شارع تفاحة“، تحت عنوان رئيسي “سوق الحشيش”، وخلال العامين الماضيين صدر الجزء الاول بعنوان “أوريدة” اما الجزء الثاني فحمل عنوان “الإمام والملك”.

في “سوق الحشيش” تحكي عائشة بازامة عن أحد أحياء بنغازي القديمة الذي عاشت فيه ا طفولتها وعاصرت فيه فترات متنوعة من ذاكرة المدينة حيث كان من أكثر الأحياء القديمة عطاءً وصخباً وتأثيراً وتأثرًا في الأحداث. ومن خلال كتابتها الروائية فإن الكاتبة تسلط مزيدًا من الضوء على كافة زوايا (سوق الحشيش) وتتناوله تناولاً جميلا يشبع نهم القارئ ويقدم له تاريخ الحي والمدينة والبلاد بصورة سردية تحقق للقارئ المتعة والفائدة معاً.

بهذه الثلاثية الروائية تسجل باسمها الريادة بين الكاتبات الليبيات باعتبارها أول من أصدر رواية ثلاثية في تاريخ الأدب الليبي.

في رواية “غروب الذكريات”، تقدم الروائية هبة قباصة، قصة حب عاطفية مليئة بالتحديات والصراعات بين زينب، التي تعيش في مدينة ازمير التركية، وحبيبها محمود، الذي يقيم في طرابلس بليبيا. زينب فتاة طموحة تدرس الأدب وتستعد لتحضير درجة الدكتوراه، وتتميز بشخصيتها المنفتحة والمتحضرة. خلال دراستها، تتعرف على شخصيات لها تأثير كبير في حياتها، مثل العم سامي، صاحب المكتبة التي تعتبر مكانًا مميزًا لها للاستلهام والتأمل.

وعلى الرغم من المسافة التي تفصل بين زينب ومحمود، يبقيان على تواصلهما من خلال الرسائل التي تعبر عن شوقهما وحبّهما العميق. لكن غربتها لا تخلو من الأحزان، حيث تفقد زينب أخاها، ما يترك جرحًا عميقًا في قلبها ويزيد من شعور الوحدة والغربة.

مع مرور الوقت، تتدخل عائلة محمود في علاقتهما وتبدأ بإقناعه بأن زينب ليست الفتاة المناسبة له، مشددين على اختلافها الثقافي والاجتماعي عن تقاليدهم المحافظة. تحت ضغط العائلة، يقرر محمود التخلي عن زينب، الأمر الذي يتركها في حالة من الحزن الشديد.

في نهاية الرواية، تعود زينب إلى ليبيا، حيث تطاردها الذكريات المؤلمة، سواء مع شقيقها الراحل أو مع محمود الذي خذلها. تجد نفسها عالقة بين حبها الذي انتهى وخسارتها لأخيها، ليلخص عنوان الرواية “غروب الذكريات” شعورها بالألم والانكسار، إذ تغرب معها أحلامها وآمالها في الحب والسعادة. الرواية تسلط الضوء على قضايا الحب، الفقدان، الذكريات، والتصادم بين الانفتاح الثقافي والتقاليد الاجتماعية، مما يجعلها قصة مليئة بالمشاعر العميقة والصراعات الإنسانية.

الكاتب عبد الفتاح الشلوي يروى في كتابه “فيضان درنة بين البحر والسدين”، أحداث كارثة دانيال ليلة الحادي عشر من سبتمبر من العام 2023، والتي أسفرت عن دمار هائل وأودت بحياة الآلاف، وغيرت ملامح المدينة بالكامل.

هذا الكتاب الذي استغرق إعداده 10 أشهر يقع في 572 صفحة، ومقسم على 22 فصلاً، ويسرد 266 قصة، ويضم أسماء 11 ألف و300 من ضحايا الفيضان.

وفي مقدمة الكتاب قال الدكتور عبد الله مليطان” أن الكتاب “رصد حادثة الفيضان وسيرة مأساة أكبر كارثة تحل بالوطن، ممثلة في الفيضان الذي تعرضت له عروس المتوسط وما خلفه من مآسٍ، مؤكداً أنه لا يستهدف إدانة هذا المسؤول أو تبرئة ذاك، لا تصريحاً ولا تلميحاً، وأنه إذا اقتضى الحال فهو لا يتورع من الكشف عن مواطن الزلل وصانعيه بكل وضوح وموضوعية في إشارة واضحة لا تقبل التأويل، وهذا ديدن الوطني الصادق والموضوعي النبيل الذي لا يهمه إلا أن يصدح بالحق، غير عابئ بتبعات الصدق والإخلاص والموضوعية”.

عن دار أهوار للنشر والتوزيع، العراق ببغداد، صدر للباحثة أحلام مولود علي كتاب “مفهوم التفكيك”، للباحثة أحلام مولود علي. يتناول هذا الكتاب مدى صلاحية مصطلح (التفكيك) كمنهج حداثوي لقراءة النصوص الأدبية نقديًا، وفق استراتيجيات ومقولات حددها بعض نقاد الغرب والعرب.

يهدف التفكيك للبحث في النصوص والخطابات الفكرية للكشف عن التناقضات الداخلية والمعاني المتعددة التي قد تكون مخفية أو غير مباشرة، ولا يسعى لتقديم تفسير نهائي أو مطلق، بل يُظهر كيف أن اللغة والنصوص تحمل تعددية في المعاني تجعل من الصعب تحقيق استقرار أو يقين في التفسير، ويُستخدم لإعادة النظر في النصوص، وإبراز كيفية تجاوزها الحدود التقليدية للغة والمعنى، فاللغة عند جاك دريدا هي لُعبة من الاختلافات ،وهذا ما يفتح المجال لأبعاد جديدة في الفهم والتحليل والتأويل عن طريق آلة القراءة فكل قراءة هي هدم وبناء جديدا إذ إن الجديد ليس النص، إنما هي القراءةُ! فكل إنسان له قراءة خاصة وكل عملية قرائية يهدم النص فيها ويبنى بشكل طبيعي حتى قبل دريدا، أما النص فهو ثابت لا يتغير، وهذه هي لعبة النص، لأنَّه مادة خام قابلة للتشكيل والتصرف، إذا كان النص في عملية بناء فستمر، فالهدم في عملية مستمرة، والكاتب هو من ينشأ الخريطة، والقارئ يقيم المعمار.

يهتم كتاب “الطوارق في الصحراء الكبرى” للباحث اياد يونس عريبي نعمة، بدراسة الأسس التاريخية لقبائل الطوارق في الصحراء الكبرى في الفترة من 1862 ـ 1920، دراسة تفصيلية معمقة.

أسهم هذا الكتاب في تصحيح اغلب الروايات التي أوردها الكُتاب الأجانب وتفكيكها وتحليلها والرد عليها بصورة أكاديمية، لما انطوت عليه هذه المؤلفات من شبهات ومحاولة طمس وانتقاص لهوية شعوب أفريقيا.

أن ربط الصحراء الكبرى شمال أفريقيا بجنوبها، شكل وسيطا ناقلا للثقافات والمؤثرات الفكرية والروحية المختلفة، اذ انتشرت اللغة العربية بفضل شيوع الثقافة الإسلامية، فضلا عن الدور الذي أدّته الطرق الصوفية المتنوعة مثل القادرية والتجانية في أيام السلم والحرب.

يأتي كتاب “مدارات الثعابين الليبية: حوار مع بناة العالم القديم” للشاعر حمزة الفلاح، في ثلاث فصول، يتضمن الفصل الأول القبائل الليبية فيما قبل التاريخ بطريقة فيها الكثير من الذكاء والمعرفة، أما الفصل الثاني فيطرح إشكال العلاقة الليبية الإغريقية برؤية مختلفة تتناول عمق الحضارة الليبية وتأثيرها، ويتناول الفصل الثالث حكايات الصراع الليبي الروماني.

شاهد أيضاً

الذهب والفضة لليبيا في مسابقة الأهرام لزيت الزيتون: جودة تنافس العالمية

  في إنجاز جديد يعكس تميز المنتج الليبي، حصدت ليبيا ميداليتين ذهبيتين وفضيتين في مسابقة …