منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
الصراع السياسي وتأثيره على التغيير المناخي
الصباح
جاءت ليبيا في المرتبة الـ 126 من بين 182 دولة، من البلدان الأكثر ضعفًا وتأثرًا بالتغيرات المناخية.
ويشير التقرير إلى أن ليبيا تعاني من مشاكل واضحة في ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، ونسب هطول الأمطار وموجات الجفاف والعواصف والكثبان الرملية والترابية، إذ ساهمت التغيرات والتحديات المناخية في زيادة مخاطر توافر المياه. بحسب تقرير نشره مركز كارنيغي للسلام الدولي.
صراع مسلح
الانقسام السياسي والمؤسسي، والتوترات السياسية، والصراع المسلح، فاقمت من هشاشة ليبيا أمام تداعيات تغير المناخ. كما أعاقت أي استجابة متماسكة للتخفيف من آثار الأزمة، وإمكان التكيف معها.
ويشير التقرير إلى الدور الرئيسي للتشكيلات المسلحة في إضعاف القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية من خلال إدامة الصراع المسلح، وما ينتج عنه من حركة نزوح سكانية، وتعطيل الأنشطة المناخية، وتدمير البنية التحتية.
ويلفت التقرير إلى أن نقص المياه هو الخطر الأكثر إلحاحا فيما يتعلق بالمناخ في ليبيا، مشيرا إلى أنه يجرى سحب 80% على الأقل من إمدادات المياه الصالحة للشرب في البلاد من طبقات المياه الجوفية الأحفورية غير القابلة للتجدد من خلال شبكة أنابيب النهر الصناعي، الذي يعاني بالفعل تدهورا في البنية التحتية، وتبخر المياه في المناطق المفتوحة، ومعدلات سحب غير مستدامة، وكذلك التوزيع غير المتساوي بين المدن الليبية.
كما أشار إلى أن توفير المياه النظيفة الصالحة للاستخدام، أصبح مصدرا للمنافسة السياسية والإقليمية والمجتمعية. وتعد البنية التحتية للكهرباء كذلك من الأكثر هشاشة أمام التهديدات المتعلقة بالمناخ.
النفط كمصدر للدخل
وأوضح التقرير أن الاعتماد الأساسي على النفط يعد أحد نقاط الهشاشة الإضافية في ليبيا، إذ خلق قطاعا عاما متضخما، يوظف 85% من السكان، ويترك البلاد عرضة لأي انخفاض مستقبلي في أسعار النفط بسبب التحول إلى الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة.
في المقابل، يشهد القطاع الزراعي انكماش مستمر منذ العام 2011 بسبب التداعيات المتراكمة للصراع السياسي والمسلح، واضطراب سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع أسعار الإمدادات الزراعية، وغياب إمدادات مياه متجددة.
ويحذر التقرير من أن تراجع الإنتاج الزراعي في ليبيا، الذي مثل أقل من 2% فقط من الدخل القومي في العام 2022، يجعل البلاد عرضة بشكل خطير أمام اضطرابات سلاسل التوريد الغذائية، مشيرا إلى تراجع الاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي خلال السنوات الماضية.
