منصة الصباح

كاتينه حديد..

جمال الزائدي

 

استمرار الازمة ..يعني أنها تتعقد وتتفاقم على حساب المواطن وحياة المواطن ..فبين طرفي المعادلة علاقة جبرية طردية لا فكاك منها ..

ببساطة كلما طال عمر الأزمة السياسية التي يشرف على ازدهارها ونموها مقاولون محليون ودوليون ..كلما غرق المواطن في تفاصيل البؤس المعيشي ..

تهيمن على حياتنا أزمة أمنية هي الوجه الأكثر إظلاما لازمتنا السياسية المفتعلة .. تفرض تداعياتها القاتلة على مفاصل الدولة ..ضعف السلطة ومن ثم ارتباك احداثيات المسؤولية وأخيرا ضياع المسؤولية في ظل تداخل صلاحيات من يدعونها ..

يبدأ البؤس الليبي من هنا ..من اللحظة التي يفقد فيها البوصلة في إتجاه مؤسسة السلطة المسؤولة .. ثم يتمدد البؤس في كل الاتجاهات..عموديا وافقيا ..وتتحول حياة ” المواطن ” إذا صح استخدام المصطلح في هذا السياق .. إلى جحيم مقيم ..طرح أحمال عن شبكة الكهرباء تتزايد ساعاته يوم بعد يوم رغم الوعود الحكومية والمليارات التي تبتلعها الشركة العامة سنويا وهي حتى الآن وحسب تقديرات خبراء تكفي لإنشاء شبكة جديدة ..ينعكس هذا كله على تحصيل طلبة المدارس والجامعات لأنه ليس بامكان كل ارباب الاسر شراء مولدات بآلاف الدينارات ..وينعكس ايضا على نفسيات ارباب وربات الأسر الذين هم في معظمهم موظفين وموظفات ..أزمة طرح الأحمال ايضا مرتبطة بأزمة توفير المياه عبر منظومة النهر التي يضعف تدفقها بين الفينة والأخرى لعدة أسباب بينها تذبذب الكهرباء ..

ناهيك عن أزمات معيشية لا حصر لها .. مثل أزمة السيولة بالبنوك الحكومية والخاصة وهي أزمة ليس بالإمكان تحليل جذورها لأنها مفتعلة في الغالب ولا مبررات واقعية لها ..كذلك أزمة غلاء الأسعار المتروكة لضمائر التجار  والتفاوت غير المنطقي في أجور موظفي الدولة .. فهنا سائق على الدرجة العاشرة مرتبه لايتجاوز بضعة مئات من الدنانير وهناك سائق يتقاضى آلاف الدنانير ..ازمة توفر وقود السيارات وأزمة غش في وقود السيارات ..أزمة انهيار قطاع الصحة العمومي ..وووو ..كل ذلك تختصره وسائل الإعلام العالمية تحت عنوان ” الأزمة الليبية ” .. لكنه واقعيا عنوان لملحمة أسطورية من المعاناة والعذاب يعيشها الليبي الذي لم يعرف كيف يصل الى حصته من ثروة بلاده في كل العهود ، بصبر  أولي العزم ..وبقوة سيارات الدفع الرباعي المزودة بـ كاتينه حديد ..

 

شاهد أيضاً

يعطي بنته ويزيد عصيدة

جمعة بوكليب زايد ناقص لم يكن في حسباني، يوماً ما، أنني سأتحوّل إلى كاتب مقالة …