منصة الصباح
قمة إسطنبول الثلاثية : دور اقليمي وسط تحولات استراتيجية

قمة إسطنبول الثلاثية : دور اقليمي وسط تحولات استراتيجية

في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات استراتيجية عميقة، شارك رئيس الوزراء  ، عبد الحميد الدبيبة، في قمة ثلاثية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بمدينة إسطنبول.

القمة، التي بحثت ملفات التعاون الإقليمي والاستقرار في منطقة المتوسط، لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل مثلت بتوقيتها مؤشراً قوياً على عودة تشكل   المشهد الإقليمي ودوره في ليبيا.

دلالات القمة : شراكة استراتيجية وليست ظرفية

تظهر مشاركة الدبيبة إلى جانب زعيمين إقليميين كبيرين بالنسبة الى ليبيا اهمية تحولا  ديناميكية  لحكومة الوحدة الوطنية ، وتصاعداً في الاعتراف الدولي بقدرتها على إدارة الملفات الحيوية، ويستنتج من التركيز على قضايا الطاقة، والبنية التحتية، وربط ليبيا بمشاريع إقليمية، أن الأطراف تسعى لتأسيس شراكة طويلة الأمد مبنية على التكامل الاقتصادي، بدلاً من التعاون الظرفي.

ربط الأمن بالنمو الاقتصادي

في كلمته، شدد الدبيبة على أن ليبيا حريصة على شراكات تقوم على الاحترام المتبادل، وأنها تعمل على استعادة دورها من موقع الشريك الفاعل. ولعل أهم ما كشفت عنه القمة هو استراتيجية الحكومة  التي تربط بين تحقيق الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي، فقد ربط الدبيبة بشكل مباشر بين الحملة الأمنية الجارية في طرابلس وجهود مكافحة التهريب، وبين تمكين المشاريع الاقتصادية وجذب الاستثمارات، ما يؤكد أن السيطرة الأمنية تُعتبر شرطاً أساسياً للتقدم الاقتصادي.

مبادرة دبلوماسية جديدة وتحديات متوقعة

في سياق استعراضه للجهود الحكومية، طرح الدبيبة مبادرة لعقد اجتماع رباعي يضم ليبيا، تركيا، إيطاليا، وقطر، لتوحيد الجهود في الملفات ذات الأولوية. هذه المبادرة، التي أبدت قطر استعدادها للمشاركة فيها، تعكس رغبة ليبيا في توسيع دائرة شركائها وتشكيل تحالف دبلوماسي جديد لإدارة قضايا معقدة مثل الهجرة والأمن.

وتشير القمة إلى أن الحكومة باتت في وضع قوي ، وأنها قادرة على لعب دور إقليمي متوازن، لكن، يرى المحللون أن نجاح هذه الشراكات والتوقعات يعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة على ضمان استدامة حملتها الأمنية وتفادي ردود الأفعال العنيفة، بالإضافة إلى تطبيق سياسات شفافة لاستقطاب الاستثمارات الدولية.

باختصار، قمة إسطنبول تمثل نقطة تحول مفصلية في السياسة الخارجية الليبية، مؤكدة أن البلاد لم تعد مجرد ساحة للصراعات في المدى المنظور ، بل شريكاً محتملاً في بناء مستقبل مستقر ومزدهر لمنطقة المتوسط.

شاهد أيضاً

لازاريني: إضعاف الأونروا متعمد ومعاقبة جماعية للفلسطينيين في غزة

لازاريني: إضعاف الأونروا متعمد ومعاقبة جماعية للفلسطينيين في غزة

الصباح قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا“، فيليب لازاريني، إن هناك سعيًا …