ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي
هذه تجارب مهمة في كتابة القصة القصيرة جدا تتوجه إلى كتاب القصة المهتمين بالتجريب. فهي مقيدة في لغتها الأصلية بمئة كلمة، لا تزيد ولا تنقص، دون احتساب كلمات العنوان والاسم.
قد يقول معترض أن هذا تعسف وعمل حِرفي مقيد، وليس عملا أدبيا منطلقا وفق مجراه الداخلي، إنه “صناعة” وليس “فنا”. وهو اعتراض له وجاهته. لكن، من جانب آخر، الآداب والفنون، في نهاية الأمر حرفة وصناعة. وحتى تلك الأعمال التي تبدو لنا مكتوبة بعفوية، هي، في واقع الأمر، “عفوية صناعية” مشتغل عليها بحرفية. فمشاهد الرقص في بعض الرقصات التي يبدو لنا الراقصون فيها يتحركون في فوضى وتداخل هي، في حقيقة الواقع، محسوبة بالخطوة واللفتة. لذا لا نستغرب أنه في التراث العربي يطلق مصطلح “فنون” على الحرف والصنائع. وفي جميع الأحوال، فإن ما يهمنا في هذا النوع من الكتابات القصصية، وفي أي نوع آخر، هو مدى إقناعيتها الجمالية.
(ع. أ. ك)
الذهاب إلى الصيد
بنكس ر. بِرينو
يمتص داني عقب لفافة التبغ المبلول، ناقرا على عجلة القيادة بيده. خصلات من شعر ماغي تتأرجح في الفضاء بسبب النوافذ المفتوحة. روائح الأرَز المحترق العالقة في الهواء والليل تتجاوز أشجار البلوط المحاذية للطريق الريفي القديم، لمسافة طويلة. أحيانا تهتز الشاحنة الصغيرة وحينها يهتز الجسد الثقيل على السرير أيضا. تقول ماغي أنا أحب هذه الأغنية وترفع صوت المذياع ليغطي على الصوت. الخط الشاحب حول خنصرها يلمع تحت ضوء القمر. تمسك يد داني وتغني، تعال يا حبيبي، لا تخشَ الحصَّاد…
* Binx R. Perino شاعر وقصاص أمريكي.
الكعك الذي وعدت بصنعه
ماري أماتو
لم تنتبه ماجوري إلى ان إحدى البيضات كانت مكسورة إلا عندما وصلت البيت. في وقت كانت من ذلك النوع من الأشخاص الذين يفحصون الأشياء قبل شرائها. مراقبة الجودة. لكن هذا الصباح، أيقظتها مكالمة غير مرغوبة، حاسوبها المحمول أعلمها أنه لم تعد لديه ذاكرة كافية لتنفيذ التحديثات الضرورية، هاتف مكتب طبيبها لا يصلها بإنسان، والحرارة العالية قادمة. وقفت في مطبخها وراقبت غريبا يدُه تشبه يدها يترك البيضة تسقط في الحوض وتنفتح. كل ذلك الصفار الجميل يسيل في البالوعة.
* Mary Amato قصاصة أمريكية، غضافة إلى ممارساتها فنونا أخرى مختلفة.
بعد حضور تجمع احتجاج على الحرب في هايد بارك
سام باتني
إشارة الخطر على خط السكة الحديدية تشتغل لتوقف القطارات المغادرة بادنغتون ونحن نحدق في لوحات المغادرة، الأعين مازالت تخز من آثار الغاز المسيل للدموع. الساعات تنقضي. المحركات تئز. الريح تهب بانتظام تحت المظلة وأحس بعظامي كما لو أنها تنفك من بعضها تحت جلدي. ثم ينهض رجل من كرسيه، يبرك على ركبتيه عند قدمي فتاة. تتناول يده ويرقصان، يتحركان عبر الأرضية كما لو أنها قاعةة رقص. أنت بجانبي تضغط فخذي وللحظة أؤمن بأن العالم ليس مكدوما مثلما يبدو.
* Sam Payne قصاصة تعيش في بريطانيا.
الأسبوع الذي طردنا فيه مالك البيت
فرانكي ماكميلان
لا ملجأ في أي مكان، لذا تضاممنا حول النار تحت جسر السكة الحديد. يقول بِني أنه يعرف أين نحصل مجانا على دجاجة، وأخذ يفتش صفحة “إيواء الدواجن”. آوه، يوجد أكثر من الدجاج، ثمة أوزة سمينة، وهناك بط، ويوجد بجع. كلها محتاجة إلى بيوت دائمة. ضحكنا على الفروج كلايدي. ابن المالك كان قد ثبت على رأسه قبعة حفلات، كان وسيما على نحو مذهل، ويقول المنشور أن هذا الفروج ليس للطنجرة. حدقنا في كلايدي وهو يتمخطر حولـ… نا شاعرا بنوع مؤكد من الجوع ويهمس بشكل “دائم”، من ليس بحاجة إلى بيت دائم؟
* Frankie McMillan قصاصة وشاعرة من نيو زيلندا.