منصة الصباح

قصص قصيرة..إدواردو غاليانو

وظيفة القارئ

حين كانت لوثيا صغيرة جدا قرأت رواية وهي تحت الأغطية , قرأتها جزءا بعد آخر , ليلة بعد أخرى وكانت تخبئها تحت مخدّتها لقد سرقتها عن رفّ خشب الأرز حيث كان عمها يحفظ كتبه المفضّلة .

ومع مرور الأعوام سافرت لوثيا بعيدا . سارت على الأحجار في نهر أنتينوكيا بحثا عن الأشباح وبحثا عن البشر .. مشت في شوارع مدن عنيفة . قطعت طريقا طويلا وفي مسار أسفارها كانت ترافقها أصداء .. أصداء تلك الأصوات البعيدة التي سمعتها بعينيها ! حين كانت صغيرة لم تقرأ لوثيا الكتاب مرة أخرى .

لم يعد بوسعها أن تتذكره . لقد نما في داخلها بحيث تحول الآن إلى شيء آخر : أنه هي الآن !

 

المؤسسة الزوجية

يمضي النقيب كامليو على الدوام واسم الرب على لسانه صباح الخير إن شاء الله . إلى اللقاء في الغد إن شاء الله عندما وصل الى ثكنة المدفعية اكتشف أنه لا وجود فيها لجندي واحد متزوج مثلما يشاء الله ! وأنهم جميعا يعيشون في الخطيئة يرتعون في الرذيلة مثل بهائم البرية .

وليضع حدّا لتلك الفضيحة التي تغضب الرب أمر باستدعاء القس وفي يوم واحد نظّم الكاهن جنود الوحدة كل واحد مع وحدته وجرى القس الزواج المقدّس كل الجنود صاروا أزواجا منذ يوم الأحد ذاك وفي يوم الأثنين قال أحد الجنود : هذه المرأة لي

وغرس السكين في بطن جاره الذي كان ينظر إليها !

يوم الثلاثاء قال جندي آخر : لكي تتعلمي ودق عنق المرأة التي كان عليها أن تطيعه

يوم الأربعاء ………..

 

الحروف الأولى

من النواجذ تعلمنا شق الأنفاق من القندس تعلمنا إقامة السدود من الطيور تعلمنا بناء البيوت من العناكب تعلمنا الحياكة من الجذع الذي يتدحرج على المنحدر تعلمنا العجلة من الجذع الذي يطفو مع التيار تعلمنا السفينة من الريح تعلمنا الشراع من الذي علّمنا العادات الخبيثة ؟ ممن تعلمنا تعذيب الآخر وإذلال العالم ؟!

شاهد أيضاً

بادي تُعلن عن صدورِ روايتها الثالثة

الصباح/ حنان كابو صدرت ًللروائية القاصَّة “كوثر بادي”، روايتها الثالثة عن دار “دروج للنشر والتوزيع”. …