في سهل فلاندرن الغربية الهادئ، حيث تنسج الطبيعة أبهى لوحاتها، اختار قلب عاشق أن يرسم قصة حب خالدة، لا بفرشاة وألوان، بل ببذور الأمل، وشمس الصيف الدافئة، وألوف الأزهار التي تدور بحب حول محور واحد.
هناك في مدينة زارن الوادعة، لم يكن الصيف مجرد فصل يمر، بل كان شاهداً على إعلان حب استثنائي، حفر اسمه بحروف ذهبية على مساحة 2.5 هكتار من الأرض، لتُصبح كل زهرة فيها همسة قلب، وكل بتلة فيها وعداً أبدياً.

كان “ستين” (39 عاماً)، المزارع البلجيكي الذي عرف بحبه للأرض وسعيه الدؤوب، يخبئ في روحه سراً أعمق من أسرار البذور، لسنوات، كانت “شارون” (32 عاماً) نجمة سمائه، شمس حياته التي تضيء أيامه. ومع مرور الوقت، نما هذا الحب ليصبح بحرا من المشاعر التي لا يحدها سوى الأفق، لكن “ستين” لم يرد لطلب الزواج أن يكون مجرد كلمات تُقال، بل أراد له أن يكون احتفالاً بالحياة، بالفرح، وبالتزام يمتد كجذور شجر الزيتون في الأرض العتيقة.
فاختار “ستين” لغة الطبيعة، لغة الشمس والخصوبة، لغة زهور عبّاد الشمس. عمل بصمت، بحب، وبإصرار لا يلين. بذور تلو بذور، رُصت بعناية فائقة، لا لتُشكل حقلًا عاديًا، بل لتُشكل رسالة عملاقة، لا يمكن للعين أن تُخطئها، ولا للقلب أن ينساها. مع كل شروق شمس، ومع كل قطرة ندى، كانت الرسالة تتضح أكثر فأكثر، وكأن الأرض نفسها تتآمر مع “ستين” لإنجاح مخططه الرومانسي.
ولما اكتمل المشهد، تحول الحقل الشاسع إلى لوحة فنية بديعة، تزدان بآلاف الزهور الذهبية التي تتراقص مع نسيم الصيف.
لم تكن هذه مجرد زهور، بل كانت كلمات، حروف عملاقة، خطت بدقة متناهية لتشكل جملة واحدة، أضحت نبض قلب “ستين” كله “شارون، هل تريدين الزواج مني؟”.
تخيل المشهد “شارون” تحلق فوق الحقل، ربما في طائرة صغيرة أو منطاد، أو حتى من نقطة مشاهدة مرتفعة، لترى بأم عينيها هذا البحر الذهبي من الزهور الذي لا يتوقف عند حد، ويقرأ قلبها الرسالة التي خطها الحب والشغف ،تلك الكلمات العملاقة، المكتوبة بآلاف زهور عبّاد الشمس المتجهة نحو الشمس، وكأنها تشهد الكون كله على صدق هذا الحب وعمقه.
لم يكن هذا مجرد طلب زواج، بل كان قصيدة حب حية، منحوتة في تراب الأرض ومرسومة بألوان الطبيعة، إنه دليل على أن الحب الحقيقي لا يعرف الحدود، ولا يخشى التعبير عن نفسه بأروع الصور وأكثرها إلهاماً، قصة “ستين” و”شارون” ليست مجرد خبر عابر، بل هي تذكير لنا جميعاً بأن الرومانسية لا تزال حية، وأن بعض القلوب ما زالت تؤمن بقصص الحب الخيالية التي تُصبح حقيقة تُضيء دروب الحياة.
وهكذا، أصبحت مزرعة “ستين” في زارن، بقعة ذهبية مضيئة في خريطة بلجيكا، ليست بفضل محصول وفير، بل بفضل بذرة حب أينعت لتُشكل أروع إعلان للحب يمكن أن يتخيله عقل. فهل ستكون استجابة “شارون” بجمال المشهد وروعة الإعلان؟ ترقبوا الإجابة التي ستُكمل قصة حقل الشغف الذهبي.