منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
صدرت عن دار الرافدين أنطولوجيا شعرية بعنوان «غزة، أهناك حياة قبل الموت؟»، أعدّها الشاعران المغربيان عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان، لتوثّق أصوات 26 شاعرًا وشاعرة من غزة كتبوا قصائدهم تحت القصف، وقُتل عدد منهم قبل صدور الكتاب.
يستعير العنوان سؤال الشاعر الفلسطيني الراحل مريد البرغوثي: «أهناك حياة قبل الموت؟» ليعبّر عن جوهر التجربة الشعرية في مواجهة الإبادة، وعن الشعر بوصفه مقاومة رمزية تحفظ الذاكرة وتُبقي الكلمة حيّة في وجه المحو.
تضم الأنطولوجيا قصائد كتبها شعراء مثل رفعت العرعير، نور الدين حجاج، هند جودة، حسام معروف، ونعمة حسن، بعضهم وثّق أبياته الأخيرة على الهواتف قبل استشهاده. وتأتي هذه المختارات باللغتين العربية والفرنسية، لتقدّم صورة شعرية نادرة من قلب المأساة، وتؤكد – كما يقول اللعبي – أن «القصيدة جزيرة خارقة في إمبراطورية الموت».
ويقول الشاعر ياسين عدنان إن الهدف لم يكن البحث عن النصوص العظيمة، بل «النصوص الحقيقية التي كُتبت من تحت الركام».
أما هند جودة فتعبّر عن مفارقة الشعر في زمن الحرب بقولها: «الشعر أضعف ما يمكن أن يواجه به عنف الآلة، لكنه بلغ لغاتٍ بعيدة، وأنجز معجزته الرمزية».
تأتي هذه الأنطولوجيا ضمن سلسلة إصدارات توثّق الأدب الفلسطيني في زمن الحرب، إلى جانب كتب مثل «بخط الصفر: يوميات الحرب على غزة»، وأنطولوجيا «أنا غزة ابنة فلسطين» التي ضمّت قصائد لشعراء من أنحاء العالم تضامنًا مع غزة.
بهذه المختارات، يتحوّل الشعر إلى وثيقة حياة، يتركها الشعراء كشهادات أخيرة، وكأنها تؤكد أن الكلمة قادرة على أن تُقاوم حتى اللحظة الأخيرة.
